مسألة (٢٦)
في توسط خبر «كان» وأخواتها (١)
الترتيب ـ في باب كان وأخواتها ـ واجب بين الناسخ واسمه. أما في الخبر فالأصل تأخير الخبر ، وأما توسطه بين الفعل والاسم فجائز في جميع أفعال هذا الباب ، كقوله تعالى : (وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)(٢) وقال «السّموأل» :
سلي إن جهلت النّاس عنّا وعنهم |
|
فليس سواء عالم وجهول |
وكقول الآخر :
لا طيب للعيش ما دامت منغّصة |
|
لذّاته بادّكار الموت والهرم |
وأما التقديم فجائز إلا مع «دام» ، ومع المقرون بـ «ما» النافية ، ومع «ليس» ، تقول : (عالما كان زيد) و (فاضلا لم يزل عمرو). ولا يجوز ذلك في (دام) لأنها لا تعمل إلا مع «ما» المصدرية ، و «ما» هذه ملتزمة صدر الكلام ، وألّا يفصل بينها وبين صلتها بشيء فلا يجوز معها تقديم الخبر على «دام» وحدها ، ولا عليها مع «ما».
ومثل «دام» في ذلك كلّ فعل قارنه حرف مصدري ، نحو : (أريد أن تكون فاضلا) ، وكذلك المقرون بـ «ما» النافية ، نحو : (ما زال زيد صديقك) و (ما برح عمرو أخاك) فالخبر في نحو هذا لا يجوز تقديمه على «ما» (٣) ، لأن
__________________
(١) موارد المسألة : «شرح ابن الناظم» ٥٣ ، و «شرح الشاطبي» و «إعراب الحديث» ١٦٤.
(٢) الروم : ٤٧.
(٣) وفي «أوضح المسالك» ١ : ١٧٣ : ويمتنع التقديم للخبر على «ما» عند البصريين و «الفراء» ، وأجازه بقية الكوفيين. وخصّ «ابن كيسان» المنع بغير زال وأخواتها ؛ لأن نفيها إيجاب ، وعمّم «الفراء» المنع في حروف النفي ، ويردّه قول «المعلوط القريعي» :
ورجّ الفتى للخير ما إن رأيته |
|
على السّنّ خيرا لا يزال يزيد |