لها صدر الكلام. ويجوز توسط بين «ما» والفعل ، نحو : (ما قائما كان زيد) كقوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «فو الله ما الفقر أخشى عليكم» (١).
قال «العكبريّ» : (الفقر) منصوب بـ (أخشى) تقديره : ما أخشى عليكم الفقر. والرفع ضعيف ، لأنه لا يحتاج إلى ضمير يعود عليه ، وإنما يجيء ذلك في الشعر ، وتقدير ذلك : ما الفقر أخشاه عليكم ، أي : ما الفقر مخشيا عليكم. وهو ضعيف.
مسألة (٢٧)
في أنّ «كان» ليست لمجرد الزمان
قال «الشاطبي» في «شرحه» :
لو كانت «كان» لمجرد الزمان لم يغن منها اسم الفاعل ، كما في الحديث :
«إن هذا القرآن كائن لكم أجرا ... وكائن عليكم وزرا» (٢).
__________________
(١) أخرجه «البخاري» في «صحيحه» في (كتاب المغازي) ٥ : ١٩ ، و «مسلم» في «صحيحه» في أوائل (كتاب الزهد والرقاق) ٨ : ٢١٢ ، و «ابن ماجه» في «سننه» في (كتاب الفتن ـ باب فتنة المال) ٢ : ١٣٢٣ ، و «أحمد» في «مسنده» ٤ : ١٣٧ ، ٣٢٧ ، من حديث «عمرو بن عوف».
(٢) أخرجه «الدارمي» في «سننه» في (كتاب فضائل القرآن ـ باب فضل من قرأ القرآن) ٢ : ٤٣٤ وهو بتمامه : عن أبي موسى أنه قال : إن هذا القرآن كائن لكم أجرا ، وكائن لكم ذكرا ، وكائن بكم نورا ، وكائن عليكم وزرا ، اتبعوا هذا القرآن ولا يتبعنّكم القرآن فإنه من يتبع القرآن يهبط به في رياض الجنة ، ومن أتبعه القرآن يزخّ في قفاه فيقذفه في جهنم.
قال «أبو محمد» : يزخ : يدفع.