مسألة (٣٦)
في إسقاط اللام الفارقة عند أمن اللبس (١)
إذا خففت «إنّ» فالأكثر في لسان العرب إهمالها ، فتقول : إن زيد لقائم.
وإذا أهملت لزمتها اللام فارقة بينها وبين «إن» النافية ، ويقلّ إعمالها ، فتقول : إن زيدا قائم.
وحكى الإعمال «سيبويه» و «الأخفش» ، فلا تلزمها حينئذ اللام ، لأنها لا تلتبس ـ والحالة هذه ـ بإن النافية ، لأن النافية لا تنصب الاسم وترفع الخبر ، وإنما تلتبس بإن النافية إذا أهملت ، ولم يظهر المقصود بها ، فإن ظهر المقصود بها فقد يستغنى عن اللام ، كقوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (وايم الله إن كان خليقا للإمامة) (٢)
وقول «الطرماح» :
ونحن أباة الضيم من آل مالك |
|
وإن مالك كانت كرام المعادن |
والتقدير : وإن كان لخليقا ، وإن مالك لكانت.
فحذفت اللام لأنها لا تلتبس بالنافية ، لأن المعنى على الإثبات في الحديث والبيت.
__________________
(١) موارد المسألة : «شرح الشاطبي» و «شرح ابن عقيل» ١ : ٣٧٨.
(٢) أخرجه «البخاري» في «صحيحه» في (كتاب فضائل أصحاب النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ باب مناقب زيد بن حارثة ، مولى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ) ٤ : ٢١٣ ، برواية : «لخليقا» ، وفي (كتاب المغازي ـ باب غزوة زيد بن حارثة) ٥ : ٨٤ ، برواية : «خليقا» ، و (باب بعث النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أسامة بن زيد رضياللهعنهما في مرضه الذي توفي فيه) ٥ : ١٤٥ ، برواية : «لخليقا» ، وفي (كتاب الأيمان ـ باب قول النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : وايم الله) ٧ : ٢١٧ ، برواية : «لخليقا».
و «مسلم» في «صحيحه» في (كتاب فضائل الصحابة رضياللهعنهم ـ باب فضائل زيد بن حارثة ، وأسامة بن زيد) ٧ : ١٣١ ، برواية : «لخليقا» ، و «الترمذي» في «سننه» في (أبواب الدعوات ـ مناقب زيد بن حارثة رضياللهعنه) ٥ : ٣٤١ ، برواية : «لخليقا».
و «أحمد» في «مسنده» ٢ : ٢٠. عن «عبد الله بن عمر».