«ظنّ» وأخواتها
مسألة (٤٠)
في أنّ «تعلّم» بمعنى «اعلم» (١)
تستعمل «تعلّم» بمعنى «اعلم» ، كقول «زياد بن سيار» :
تعلّم شفاء النفس قهر عدوّها |
|
فبالغ بلطف في التّحيّل والمكر |
والكثير المشهور استعمالها في «أنّ» وصلتها ، كقول «زهير بن أبي سلمى» :
فقلت تعلّم أنّ للصّيد غرّة |
|
وإلّا تضيّعها فإنّك قاتله |
وقوله : تعلّم رسول الله أنّك مدركي
وفي حديث الدجال : «تعلموا أن ربكم ليس بأعور» (٢).
و «أن» مع اسمها وخبرها سدت مسدّ مفعولي «تعلّم».
قال «النووي» في شرحه لصحيح مسلم :
اتفق الرواة على ضبطه «تعلّموا» بفتح العين واللام المشددة ، وكذا نقله «القاضي» وغيره عنهم ، قالوا : ومعناه : اعلموا وتحققوا ، يقال : تعلّم بمعنى اعلم.
__________________
(١) مورد المسألة : «شرح الأشموني» ٢ : ٢٤ ، وشرح النووي ١٨ : ٥٥.
(٢) أخرجه «مسلم» في «صحيحه» في (كتاب الفتن وأشراط الساعة ـ باب ذكر ابن صياد) ٨ : ١٩٣ ، برواية : «تعلّموا أنه أعور ـ أي الدجال ـ وأن الله تبارك وتعالى ليس بأعور»
و «أبو داود» في «سننه» في (كتاب الملاحم ـ باب خروج الدجال) ٤ : ١١٧ برواية : عن عبادة ابن الصامت أنه حدثهم ، أن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال إني قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت ألّا تعقلوا ، إنّ مسيح الدجال رجل قصير أفحج جعد أعور مطموس العين ، ليس بناتئة ولا جحراء ، فإن ألبس عليكم فاعلموا أنّ ربكم ليس بأعور). قال «الخطابي» : الأفحج : الذي إذا مشى باعد بين رجليه. الجحراء : الذي قد انخسفت فبقى مكانها غائرا كالجحر ، يقول : إنّ عينه سادّة لمكانها. مطموسة : أي : ممسوحة ليست بناتئة ولا منخسفة. انظر مختصر «سنن أبي داود» ٦ : ١٧٥.