مسألة (٤٣)
في لغة «أكلوني البراغيث» (١)
ومن العرب من يلحق الفعل الألف والواو والنون ، على أنها حروف دوالّ ، كتاء التأنيث ، لا ضمائر. وهذه اللغة يسميها النحويون لغة : «أكلوني البراغيث».
ومنها قول «أبي قيس الرّقيّات» :
تولّى قتال المارقين بنفسه |
|
وقد أسلماه مبعد وحميم |
وقول «أحيحة بن الجلاح» :
يلومونني في اشتراء النخي |
|
ل أهلي ، فكلّهم يعذل |
ومن النحويين من جعلها ضمائر.
ثم اختلفوا ، فقيل : ما بعدها بدل منها.
وقيل : مبتدأ ، والجملة السابقة خبر.
والصحيح أنها حروف ، لا ضمائر ، لنقل الأئمة أنها لغة عزيت لـ «طيىء» و «أزدشنوءة» و «بلحارث».
وكان «ابن مالك» يسميها لغة : «يتعاقبون فيكم ملائكة».
قال «ابن حجر» في «فتح الباري» ٢ : ٣٤ :
قال «القرطبي» : الواو في قوله : «يتعاقبون» علامة الفاعل المذكر
__________________
(١) موارد هذه المسألة : «شرح الشاطبي» آخر مبحث (المعرب والمبنى) ومبحث (كون الوصف فاعلا) ، و «التسهيل» ٤٤ ، ١٤٠ ، ٢٢٦ ، و «شواهد التوضيح» ١٩٢ ، و «مغنى اللبيب» ٤٧٨ ، و «شرح شذور الذهب» ١٧٧ ، و «شرح القطر» ٢٥٣ ، و «شرح الأشموني» ٢ : ٤٧ ، و «شرح ابن عقيل» ١ : ١٦١ ، و «همع الهوامع» مبحث (الفاعل) ٢ : ٢٥٦ ـ ٢٥٧.