«التنازع»
مسألة (٤٥)
في التنازع بين أكثر من عاملين (١)
قد يكون التنازع بين أكثر من عاملين ، وقد يتعدد المتنازع فيه ، من ذلك قوله ـ عليه الصلاة والسّلام ـ : (تسبّحون وتحمدون وتكبّرون دبر كلّ صلاة ثلاثا وثلاثين) (٢)
فـ «دبر» منصوب على الظرفية ، و «ثلاثا وثلاثين» منصوب على أنه مفعول مطلق ، وقد تنازعهما كلّ من العوامل الثلاثة.
وأعمل الأخير لقربه ، وأعمل الأولين في ضميريهما وحذفهما لأنهما فضلتان ، والأصل : تسبحون الله فيه إياه ، وتكبرون الله فيه إياه.
وقول الشاعر :
طلبت فلم أدرك بوجهي فليتني |
|
قعدت ولم أبغ الندى عند سائب |
المتنازع : طلبت ـ وأدرك ـ وأبغ.
والمتنازع فيه : الندى ـ وعند.
__________________
(١) موارد المسألة : «شرح الأشموني» ومعه «حاشية الصبان» ٢ : ١٠٠ ـ ١٠١ ، و «شرح قطر الندى» ٢٧٦.
(٢) أخرجه «البخاري» في «صحيحه» في (كتاب الأذان ـ باب الذكر بعد الصلاة) ١ : ٢٠٥.
و «مسلم» في «صحيحه» في (كتاب المساجد ومواضع الصلاة ـ باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته) ٢ : ٩٧
و «ابن ماجه» في «سننه» في (كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ـ باب ما يقال بعد التسليم) ١ : ٢٩٩.
وانظر «فتح الباري» ٢ : ٣٢٥.