ويرده أن في «معجم الطبراني» : «ما حاشا فاطمة ولا غيرها».
وهذا الذي نقله «ابن هشام» عن الطبراني يوافق رواية المسند هنا ، وكلاهما واضح صريح.
ويؤيده صحة اللفظ الذي هنا أن «الذهبي» نقله في «تاريخ الإسلام» في ترجمة «أسامة بن زيد» قال : وقال «موسى بن عقبة» وغيره عن «سالم» عن «ابن عمر» قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (أحبّ الناس إليّ أسامة ما حاشا فاطمة ولا غيرها).
وروى «ابن سعد» في «الطبقات» قصة إمارة «أسامة» كنحو الحديث السابق من طريق «زهير» عن «موسى بن عقبة».
وفي آخره قال سالم : ما سمعت عبد الله يحدث هذا الحديث قط إلا قال : ما حاشا فاطمة.
وأصرح من ذلك كله : ما رواه «الطيالسي» في سنده عن «سالم» عن أبيه ، قال : ما سمعت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقول : «أسامة أحب الناس إليّ» ولم يستثن فاطمة ولا غيرها.
لكن نقل «الهيثمي» في «مجمع الزوائد» نحوه أيضا. وفي آخره : وكان «ابن عمر» يقول : حاشا فاطمة.
وقال «الهيثمي» : رواه «أبو يعلى» ، ورجاله رجال الصحيح وهذه الرواية التي في «أبي يعلى» متناقضة في ظاهرها مع رواية المسند هنا ، ومع رواية «ابن سعد» فإن ظاهرها استثناء فاطمة من أن أسامة أحبّ الناس كلهم إلى رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ. ورواية المسند والروايات الأخرى تدل على أن الكلام عام ، وأن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لم يستثن فاطمة ولا غيرها. ولعل رواية «أبي يعلى» فيها خطأ من راو أو من ناسخ ، أو هي رواية شاذة تخالف سائر الروايات (١). والله أعلم.
__________________
(١) وانظر «فيض القدير» ١ : ٤٨٣.