«الحال»
مسألة (٥٠)
في الحال الجامدة (١)
وفي «شرح الشاطبي» : وقد تأتي الحال جامدة على حذف مضاف مشتق ، وهذا معنى تقديره بالكاف ، وفيه الدلالة على التشبيه ، كما جاء قوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا) (٢)
أي : مثل رجل.
وفي «عمدة القاري» :
رجلا : نصب على أنه تمييز. قاله أكثر الشراح.
وفيه نظر ؛ لأن التمييز ما يرفع الإبهام المستقر عن ذات مذكورة ، أو مقدرة. فالأول :نحو : (عندي رطل زيتا). والثاني : نحو : (طاب زيد نفسا). قالوا : والفرق بينهما أن زيتا رفع الإبهام عن رطل ، ونفسا لم يرفع إبهاما ، لا عن طاب ، ولا عن زيد ، إذ لا إبهام فيهما ، بل رفع إبهام ما حصل من نسبته إليه ، وهنا لا يجوز أن يكون من القسم الأول ، وهو ظاهر ، ولا من الثاني ، لأن قوله : «يتمثل» ليس فيه إبهام ، ولا في قوله «الملك» ، ولا في نسبة التمثل إلى الملك. فإذن قولهم : هذا نصب على التمييز غير صحيح.
__________________
(١) موارد المسألة : «شرح الشاطبي» و «التصريح» ١ : ٣٧٠ ، و «عمدة القاري شرح البخاري»؟؟؟ ، و «فتح الباري» ١ : ١٨.
(٢) أخرجه «البخاري» في «صحيحه» في (باب كيف كان بدء الوحي) ١ : ٣ ، و «النسائي» في «سننه» في (كتاب الافتتاح ـ باب جامع ما جاء في القرآن) ٢ : ١٤٨.
و «مالك» في «الموطأ» في (كتاب القرآن ـ باب ما جاء في القرآن) ١ : ٢٠٣.