ومن إجرائه مجراه قول الشاعر :
يحدو ثماني مولعا بلقاحها |
|
حتى هممن بزيغة الإرتاج (١) |
الوجه الثالث : أن يكون في اللفظ ثمانيا ، بالنصب والتنوين ، إلا أنه كتب على اللغة الربيعيّة. فإنهم يقفون على المنوّن المنصوب بالسكون ، فلا يحتاج الكاتب على لغتهم ، إلى ألف ، لأن من أثبتها في الكتابة لم يراع إلا جانب الوقف. فإذا كان يحذفها في الوقف كما يحذفها في الوصل لزمه أن يحذفها خطّا. ا ه «ابن مالك».
مسألة (٦٣)
في جواز الفصل بين المتضايفين بغير ضرورة (٢)
مذهب أكثر البصريين أن الفصل بين المضاف والمضاف إليه ممتنع إلا في الشعر.
__________________
(١) من أبيات الكتاب. قال الشنتمري : الشاهد فيه ترك صرف «ثماني» تشبيها لها بما جمع على زنة مفاعل.
كأنه توهم واحدتها ثمنية كحذريّة. فقال : ثمان ، كما يقال : حذار في جمع حذرية. والمعروف في كلام العرب صرفها على أنها اسم واحد أتى بلفظ المنسوب ، نحو : يمان ورباع. فإذا أنّث قيل : ثمانية ، كما قيل :
يمانية ، وفرس رباعية. وصف إبلا أولع راعيها بلقاحها حتى لقحت. ثم حداها أشد الحداء. ثم همت بإزلاق ما أرتجت عليه أرحامها من الأجنة. والزيغ بها وهو أزلاقها وإسقاطها. وقال صاحب «الخزانة»
إن قائله هو : ابن ميّادة ، أبو شراحيل ، وقيل : أبو شرحبيل ، واسمه : الرّمّاح بن يزيد.
(٢) موارد المسألة : «إعراب الحديث النبوي» ١٦٥ ، و «شواهد التوضيح والتصحيح» ١٦٣ ، و «شرح الشاطبي» ، و «شرح المرادي» ٢ : ٢٧٥ ـ ٢٧٧ ، و «شرح الأشموني» ٢ : ٢٧٦ ، و «شرح ابن عقيل» ٣ : ٨٣ ، و «أوضح المسالك» ٢ : ٢٢٩ ، و «الإنصاف» المسألة (٦٠) ، وانظر «دراسات لأسلوب القرآن الكريم» (القسم الثالث ٣ : ٣٨٥).