قال «البدر العيني» في «عمدة القاري» ١٦ : ١٨٠ ـ بعد إنشاده البيت المتقدم ـ :وبهذا يردّ على «أبي البقاء» حيث يقول : إن حذف النون من خطأ الرواة ؛ لأن الكلمة ليست مضافة ؛ ولا فيها ألف ولام ، وإنما يجوز في هذين الموضعين ، ولا وجه لإنكاره ، لوقوع مثل هذه كثيرا في الأشعار ، وفي القرآن.
أو مجروره ، كقوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «هل أنتم تاركو لي صاحبي» أي :تاركو صاحبي لي.
قال «ابن مالك» : وفي الحديث شاهد على جواز الفصل دون ضرورة ، بجار ومجرور بين المتضايفين ، إن كان الجار متعلقا بالمضاف. ا ه
وقول الشاعر :
لأنت معتاد في الهيجا مصابرة |
|
يصلى بها كلّ من عاداك نيرانا (١) |
وجاء في شرح المرادي : قال «ابن مالك» في «شرح التسهيل» : فهذا من أحسن الفصل ، لأنه فصل بمعمول المضاف ، ويدل على جوازه في الاختيار قول النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «هل أنتم تاركو لي صاحبي» وقول من يوثق بعربيته : «ترك يوما نفسك ...».
الثالثة : أن يكون الفاصل القسم ، نحو ما حكاه «الكسائي» من قولهم : هذا غلام ـ والله ـ زيد.
وما حكاه «أبو عبيدة» : إن الشاة لتجتر فتسمع صوت ـ والله ـ ربّها.
__________________
(١) الاستشهاد فيه في قوله : «في الهيجا» فإنه فصل بين المضاف ، وهو قوله : «معتاد» ، والمضاف إليه ، وهو قوله : «مصابرة». «المقاصد النحوية» ٣ : ٤٨٦.