مسألة (٦٥)
في إضافة المصدر لمفعوله ثم يذكر فاعله (١)
من أحوال المصدر المضاف : أن يضاف المصدر إلى مفعوله ثم يذكر فاعله.
وقد قالوا عن هذه الحالة : إنها ضعيفة. وغلا بعضهم فزعم أنه مختصّ بالشعر ، كقول «الأقيشر الأسدي» :
أفنى تلادي وما جمّعت من نشب |
|
قرع القواقيز أفواه الأباريق |
فيمن روى «أفواه» بالرفع.
ويردّ على هذا القائل بأنه روي أيضا بالنصب. فلا ضرورة في البيت.
وبقول النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (وحجّ البيت من استطاع إليه سبيلا) (٢) وهو قليل.
فإن قلت : فهلّا استدللت عليه بالآية الكريمة ، أية الحج؟ قلت : الصواب أنها ليست من ذلك في شيء ، بل الموصول في موضع جر بدل بعض من «الناس» ، أو في موضع رفع بالابتداء ، على أن «من» موصولة ضمنت معنى الشرط ، أو شرطية ، وحذف الخبر أو الجواب ، أي : من استطاع فليحج.
ويؤيّد الابتداء (وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ)(٣).
وأما الحمل على الفاعلية ـ وقد أجازه «ابن خروف» كما قال الشاطبي ـ
__________________
(١) موارد المسألة : «شرح المرادي» ٣ : ١٢ ، و «شرح الشاطبي» ، و «أوضح المسالك» ٢ : ٢٤٥ ، و «شرح الأشموني» ٢ : ٢٨٩ ، و «مغنى اللبيب» ٦٩٤ ، و «شرح قطر الندى» ٣٧٦ ، و «همع الهوامع» (المصدر) ، و «شرح شذور الذهب» : ٣٨٤.
(٢) قطعة من حديث : «بني الإسلام» ، أخرجه «مسلم» في «صحيحه» في (كتاب الإيمان ـ باب قول النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : بني الإسلام على خمس) ١ : ٣٤ ، ٣٥ ، و «الترمذي» في «سننه» في (أبواب الإيمان ـ باب ما جاء بني الإسلام على خمس) ٤ : ١١٩ و «الديلمي» في «الفردوس» (١ : ٣٠)
(٣) آل عمران : ٩٧.