فمفسد للمعنى ؛ إذ التقدير إذ ذاك : ولله على الناس أن يحجّ المستطيع ، فعلى هذا إذا لم يحج المستطيع يأثم الناس كلهم.
ولو أضيف للمفعول ثم لم يذكر الفاعل لم يمتنع ذلك في الكلام عند أحد ، نحو قوله تعالى : (لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ)(١) ، أي : من دعائه الخير.
مسألة (٦٦)
في الحمل على محل الفاعل أو المفعول المضاف إليهما المصدر (٢)
إذا أضيف المصدر إلى الفاعل ، ففاعله يكون مجرورا لفظا ، مرفوعا محلا ، فيجوز في تابعه ـ من الصفة ، والعطف ، وغيرهما ـ مراعاة اللفظ فيجر ، ومراعاة المحلّ فيرفع ، تقول : عجبت من شرب زيد الظريف.
ومن اتباعه على المحلّ قول «لبيد» في النعت :
حتّى تهجّر في الرّواح وهاجها |
|
طلب المعقّب حقّه المظلوم |
فرفع «المظلوم» لكونه نعتا لـ «المعقب» على المحل.
وإذا أضيف إلى المفعول ، فهو مجرور لفظا ، منصوب محلا ، فيجوز أيضا في تابعه مراعاة اللفظ والمحل.
ومن مراعاة المحلّ قول «زياد العنبري» ، أو «رؤبة» :
قد كنت داينت بها حسّانا |
|
مخافة الإفلاس واللّيّانا |
فـ «الإفلاس» مضاف إلى «مخافة» من إضافة المصدر إلى مفعوله ، وقد حذف فاعله.
__________________
(١) فصلت : ٤٩.
(٢) موارد المسألة : «شرح الشاطبي» و «شرح ابن عقيل» ٣ : ١٠٤ ، و «إعراب الحديث النبوي» ١٩٣.