«أبنية المصادر»
مسألة (٦٧)
في مصدر الهيئة (١)
إذا أرادوا نوعا من الفعل مخصوصا ، أو هيئة منه ، فأرادوا أن يشعروا بذلك ، ويدلوا عليه باللفظ ، أتوا بالمصدر على زنة «فعلة» مكسور الفاء ، ساكن العين.
كالحديث : (إذا قتلتم فأحسنوا القتلة) (٢) بكسر القاف للنوع.
__________________
الطلاب. واحتجوا بهذا الحديث. ولما رجعنا إلى الدواوين الحديثية ، عثرنا على تتمته ، وهي : «إن لله ملائكة يتعاقبون فيكم : ملائكة في الليل ، وملائكة في النهار» فالحديث روي مختصرا وروي مطولا.
فلا شاهد في الرواية المطولة على قاعدتهم المطروحة للمزايدة.
وبهذا العرض السريع يتبيّن لنا أن المانعين من الاستشهاد بالحديث اعتمدوا على روايات متهافتة ، أو ساقطة ، غير مسطورة في كتب معتبرة. فكان الأجدر بهم أن يصرفوا وقتهم وهمتهم للنهل من علوم الحديث النبوي ، وألّا يتواكلوا ؛ لتنجلي لهم الأمور ، وتنكشف لهم الحقائق ، ولن يجتمع التواكل والدراسة الصحيحة بحال. جاء في «تدريب الراوي» ٥٣ : قال «الحازمي» في (كتاب العجالة) : علم الحديث يشتمل على أنواع كثيرة تبلغ مائة ، كلّ نوع منها علم مستقل ، لو أنفق الطالب فيه عمره لما أدرك نهايته. وأخيرا : بما قدّمته أبدت الرّغوة عن الصريح ، وقد تبيّن الصّبح لذي عينين. والله أعلم.
(١) موارد المسألة : «شرح الشاطبي» و «شرح السيوطي على سنن النسائي».
(٢) أخرجه «مسلم» في «صحيحه» في (كتاب الصيد والذبائح وما يؤكل من الحيوان ـ باب الأمر بإحسان الذبح والقتل وتحديد الشفر) ٦ : ٧٢.
و «النسائي» في «سننه» في (كتاب الضحايا ـ باب الأمر بإحداد الشفرة) ٧ : ٢٢٧ ، و (باب ذكر المنفلتة التي لا يقدر على أخذها) ٧ : ٢٢٨ ، و (باب حسن الذبح) ٧ : ٢٢٩.
و «أبو داود» في «سننه» في (كتاب الأضاحي ـ باب في النهي أن تصبر البهائم والرفق بالذبيحة) ٣ : ١٠٠ ، و «الترمذي» في «سننه» في (أبواب الديات ـ باب ما جاء في النهي عن المثلة) ٢ : ٤٣١.
و «ابن ماجه» في «سننه» في (كتاب الذبائح ـ باب إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة) ، ٢ : ١٠٥٨.
و «الدارمي» في «سننه» في (كتاب الأضاحي ـ باب في حسن الذبيحة) ٢ : ٨٢ ، و «أحمد» في «مسنده» ٤ : ١٢٣ ، ١٢٤ ، ١٢٥.
من حديث «شدّاد بن أوس».