التعجب ليس إلا للسواد ، وتعليلك إنما كان من جهة المعنى ، لا من جهة اللفظ.
قال «الشاطبي» : وباب أفعل التفضيل والتعجب من نوع واحد ، وقد استعمل في السواد ذلك أيضا ، ففي الحديث عن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «هي أسود من القار» (١).
والاستعمال فيهما كثير فلا بد من القول بالجواز.
مسألة (٧١)
في دخول «ما» على الفعل المنفي
قال «الشاطبي» :
لا بعد في القياس أن تدخل «ما» على الفعل المنفي ، كما تدخل المصدرية الظرفية عليه.
نحو ما جاء في الحديث : «لا يزال الرجل في فسحة من دينه ما لم يسفك دما حراما» (٢).
__________________
(١) أخرجه «مالك» في «الموطأ» في (كتاب جهنم ـ باب ما جاء في صفة جهنم) ٢ : ٩٩٤.
موقوفا على أبي هريرة.
قال «الباجي» : مثل هذا لا يعلمه أبو هريرة إلا بتوقيف. يعني لأنه إخبار عن مغيّب فحكمه الرفع.
ا ه زرقاني. القار : الزفت.
وأعاد «الشاطبي» الاستشهاد بالحديث في (باب أفعل التفضيل) أيضا.
(٢) أخرجه «البخاري» في «صحيحه» في أول (كتاب الديات) عن «ابن عمر» بلفظ : «لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما» ٨ : ٣٥ ،
و «أبو داود» في «سننه» في (كتاب الفتن ـ باب في تعظيم قتل المؤمن) عن «أبي الدرداء» نحوه ٤ : ١٠٤ ، و «أحمد» في «مسنده» عن «ابن عمر» نحوه ٢ : ٩٤.