«نعم ، وبئس»
مسألة (٧٢)
في حكم الفاعل المضاف إلى الله (١)
وقد شذ كون الفاعل مضافا إلى «الله» علما كان أو غيره ، وإن كان فيه «أل» ؛ لأنه من الأعلام. نحو قوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (نعم عبد الله خالد بن الوليد) (٢) ، وقوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (نعم عبد الله هذا) ، وقول الشاعر :
بئس قوم الله قوم طرقوا |
|
فقروا جارهم لحما وحر |
خلافا لـ «الجرمي» في قوله باطراده.
وغيره يتأوّل ما ورد منه. ومن العلم على أنه المخصوص ، والفاعل مضمر ، حذف مفسّره.
قال «الشاطبي» : ومن ذلك ـ أي ومن فاعل نعم وبئس ـ العلم ، والمضاف إليه ، فقد جاء منه في النثر مما يمكن أن يدعي قياسه ، ففي الحديث :
«نعم عبد الله خالد بن الوليد» ، وقول بعض عبادلة الصحابة : «بئس عبد الله أنا إن كان كذا» ، وقول «سهل بن حنيف» : «شهدت صفين وبئست صفين». وهو نادر ، ومن باب الاستشهاد بالحديث ، قد مرّ ما فيه (٣) ، وإذا سلم فندور يمتنع من القياس عليه.
وقد تأوله «ابن مالك» على أن يكون التمييز قد حذف والفاعل ضمير ، والظاهر المرفوع هو المخصوص. و «أنا» و «خالد» بدلان فلا يكون فيه على هذا دليل.
__________________
(١) موارد المسألة : «شرح الشاطبي» و «شرح المرادي» ٣ : ٨٣ ، و «شرح الأشموني» ٣ : ٢٨ ، و «همع الهوامع» ٥ : ٤٠.
(٢) وهو بتمامه : «نعم عبد الله خالد بن الوليد ، سيف من سيوف الله» (حم ، ت ، عن أبي هريرة) كما في «كنز العمال» ١١ : ٦٧٨.
(٣) مراده الكلام على حكم الاستشهاد بالحديث. وتكلم عليه «الشاطبي» في باب الاستثناء.