مسألة (٧٣)
في حكم إضمار فاعل «نعم» غير مميز وفي فعلية «نعم» (١)
استشهد النحاة بقوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (من توضّأ يوم الجمعة فبها ونعمت) (٢) على أن فاعل «نعم» لا يجوز أن يأتي مضمرا غير مميز لفظا ، وإن كان معلوما إلا قليلا. دلّ على ذلك الاستقراء. ومن ذلك القليل الحديث الشريف ، والتقدير : فبالسنة أخذ ، ونعمت السنة الوضوء ، لكن حذف للعلم به.
قال «الشاطبي» : فإن قيل : التمييز في مثل : (نعم عبد الله خالد بن الوليد) لا يحذف.
قيل : ذلك هو الشائع ، وقد يحذف نحو قوله ـ عليهالسلام ـ : «من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت» فالتقدير : ونعمت سنة ، لأنه أضمر الفاعل على شريطة التفسير ، كأنه قال : ونعمت سنة فعلته ، أو نحو ذلك.
وقدره «السيوطي» بقوله : ونعمت السنة سنة ، أو فعلة هي ، أو رخصة ، أو راجع إلى السنة ، أي : فبالسنّة أخذ.
وعليه «ابن عصفور» و «ابن مالك» ، ونص «سيبويه» على لزوم ذكره.
واستدلوا بالحديث أيضا على أن «نعم» فعل بدليل اتصاله بتاء التأنيث الساكنة بها.
__________________
(١) موارد المسألة : «الكتاب» ٢ : ٢٥٨ ـ ٢٥٩ ، و «شرح الجمل لابن عصفور» في (باب نعم وبئس) ، و «شرح الشاطبي» ، و «الكافي شرح الهادي» ص : ١٤٢١ (آلة كاتبة) ، و «شرح شذور الذهب» ٢١ ، و «شرح قطر الندى» : ٣٦ في (أنواع الفعل) ، و «همع الهوامع» فى (العوامل).
(٢) أخرجه «الترمذي» في «سننه» في (أبواب الجمعة ـ باب في الوضوء يوم الجمعة) ٢ : ٤ ، و «النسائي» في «سننه» في (كتاب الجمعة ـ باب الرخصة في ترك الغسل يوم الجمعة) ٣ : ٩٤.
عن «سمرة بن جندب»
وانظر «التلخيص الحبير» ٢ : ٧١ ، و «كشف الخفاء» ٢ : ٢٤٣.