فمن استعماله غير مطابق قوله تعالى : «وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ». (١)
ومن استعماله مطابقا قوله تعالى : (وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها)(٢).
وقد اجتمع الاستعمالان في قوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ :
(ألا أخبركم بأحبّكم إليّ وأقربكم مني منازل يوم القيامة : أحاسنكم أخلاقا ، الموطّئون أكنافا ، الذين يألفون ويؤلفون) (٣).
والشاهد فيه : أنه وحّد «أحبكم» و «أقربكم» ؛ لأن أفعل التفضيل الذي بمعنى التفضيل يكون في جميع الأحوال بلفظ واحد ، لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث.
وجمع «أحاسنكم» ، ومفرده «أحسن» ؛ لأنه لم يرد به التفضيل ، وإنما المراد به الذات ، نحو : الحسن.
والذين أجازوا الوجهين ، قالوا : الأفصح المطابقة.
__________________
(١) البقرة : ٩٦.
(٢) الأنعام : ١٢٣
(٣) أخرجه «الترمذي» في «سننه» في (أبواب البر والصلة ـ باب ما جاء في معالي الأخلاق) ٣ : ٢٤٩ قريب منه عن «جابر» وفيه الشاهد.
وانظر «مسند أحمد» ٢ : ١٩٣ ، ٤ : ١٩٣ ، ١٩٤.