«عطف النسق»
مسألة (٧٨)
في استعمال الفاء للترتيب (١)
«الفاء» : حرف عطف ، ومعناها : الترتيب والتعقيب ، بلا مهلة.
كقوله تعالى : (أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ)(٢).
وكثيرا ما تقتضي التسبب إن كان المعطوف جملة ، كقوله تعالى : (فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ)(٣).
وأما قوله تعالى : (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ)(٤) وقوله ـ عليه الصلاة والسّلام ـ : توضأ فغسل وجهه ويديه (٥). فالمعنى أردنا إهلاكها ، وأراد الوضوء.
وأما قوله تعالى : (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى. وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى. وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى)(٦) أي : جافا هشيما ، أحوى : أي :
أسود. فالتقدير : فمضت مدة فجعله غثاء ، أو أن الفاء نابت عن «ثم».
__________________
(١) موارد المسألة : «شرح الأشموني» ٣ : ٩٣ ، و «أوضح المسالك» ٣ : ٤٢.
(٢) عبس : ٢١.
(٣) القصص : ١٥.
(٤) الأعراف : ٤.
(٥) أخرجه «البخاري» في «صحيحه» في (كتاب الوضوء ـ باب غسل الوجه باليدين من غرفة واحدة) ١ : ٤٤ ، عن ابن عباس.
وانظر «التخليص الحبير» ١ : ٦٨.
(٦) الأعلى : ٢ ، ٣ ، ٤ ، ٥.