مسألة (٨٠)
في ورود «أو» بمعنى «الواو» (١)
تأتي «أو» بمعنى «الواو» على قلة ، ولكن بشرط ألا يقع في الكلام لبس باستعمالها في معنى «الواو» فيتوهم في أنها ليست بمعنى «الواو» بل بمعنى آخر من المعاني الثابتة لها ، فلا بد من تعيين ذلك فيها. وبهذا القيد ثبتت في السماع فلا بد من اعتباره في القياس.
فمما يتعين لذلك عند بعض ما في الحديث من قوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «اهدأ فما عليك إلا نبيّ ، أو صدّيق ، أو شهيد» (٢)
وقول «ابن عباس» ـ رضياللهعنه ـ : «كل ما شئت والبس ما شئت ما خطئتك اثنتان : سرف أو مخيلة» (٣)
فقوله : «ما خطئتك ...» أي : مدة عدم إصابة الخصلتين إيّاك ، وهما الإسراف والتكبر ، يقال : اختال الرجل ، وبه خيلاء ، وهو الكبر والإعجاب.
__________________
(١) موارد المسألة : «شرح الشاطبي» ، و «همع الهوامع» (عطف النسق) وانظر «إعراب الحديث للعكبري» : ٣٢ ، و «شواهد التوضيح والتصحيح» : ١١٢ ، وانظر «دراسات لأسلوب القرآن الكريم» (القسم الأول ١ : ٥٧٨).
(٢) أخرجه «البخاري» في «صحيحه» في (كتاب فضائل أصحاب النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ باب مناقب عمر بن الخطاب ـ رضياللهعنه ـ ٤ : ٢٠٠.
و «مسلم» في «صحيحه» في (كتاب فضائل الصحابة ـ باب من فضائل طلحة والزبير رضياللهعنهما) ٧ : ١٢٨.
و «الترمذي» في «سننه» في (أبواب المناقب ـ باب مناقب أبي حفص عمر بن الخطاب رضياللهعنه) ، و (باب مناقب عثمان بن عفان رضياللهعنه) ٥ : ٢٨٧ ، ٢٨٨.
و «ابن ماجه» في مقدمة «سننه» ١ : ٤٨.
و «أحمد» في «مسنده» ٢ : ٤١٩ ، وانظر «صفة الصفوة» ١ : ٢٩٩ ، و «بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني» ٢٢ : ١٨٦.
حصل ذلك لجبل أحد ، وحصل مثله أيضا لجبل حراء.
(٣) أخرجه «البخاري» في «صحيحه» في (كتاب اللباس ـ باب قول الله تعالى : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ)) معلقا عن «ابن عباس» ٧ : ٣٣.