مسألة (٨١)
في العطف على الضمير المرفوع المتصل (١)
لا يعطف على ضمير رفع متصل في النثر إلا بعد الفصل بفاصل ما ، ضميرا منفصلا أو غيره ، نحو قوله تعالى : (لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)(٢) ، وقوله تعالى : (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ ،)(٣) وقوله تعالى : (لَوْ شاءَ اللهُ ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا)(٤).
فصل في الأول بالضمير «أنتم» وقوله «وآباؤكم» معطوف على الضمير في «كنتم».
وفصل في الثاني بالمفعول وهو «الهاء» ، فـ «من» معطوف على الواو في «ويدخلونها».
وفصل في الثالث بـ «لا» ، فـ «آباؤنا» معطوف على «نا» في «أشركنا». هذا هو مذهب البصريين.
أما الكوفيون فلا يتمسكون بالفصل ، ولا يرون في خلوّ الكلام منه عيبا في النثر. فمثال العطف من غير توكيد ولا فصل قول «علي بن أبي طالب» : كنت أسمع رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقول : «كنت وأبو بكر وعمر ، فعلت وأبو بكر وعمر ، وانطلقت وأبو بكر وعمر» (٥).
__________________
(١) موارد المسألة : «شرح الشاطبي» عند قوله وإن على ضمير رفع متّصل) و «شواهد التوضيح» :
١١٢ ، و «همع الهوامع» ٢ : ١٣٨ ، و «شرح ابن عقيل» ٣ : ٢٣٧ ، و «شرح شذور الذهب» ٤٤٨ ، و «النحو الوافي» ٣ : ٦٣١.
(٢) الأنبياء : ٥٤.
(٣) الرعد : ٢٣.
(٤) الأنبياء : ١٤٨.
(٥) أخرجه «البخاري» في «صحيحه» في (كتاب فضائل أصحاب النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ باب مناقب عمر بن الخطاب رضياللهعنه) ٤ : ١٩٩.
وأخرج نحوه «مسلم في «صحيحه» في (كتاب فضائل الصحابة رضياللهعنهم ـ باب من فضائل عمر رضياللهعنه) ٧ : ١١٢ ، و «ابن ماجه» في «سننه» في (المقدمة) ١ : ٣٧.