فما جاء في النثر من ذلك قراءة «حمزة» : واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام (١) بالخفض في «الأرحام».
وقد ضعف «الشاطبي» حملها على أن الواو للقسم.
ومن ذلك قول رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (إنما مثلكم واليهود والنصارى كرجل استعمل عمّالا) (٢) بجر «اليهود».
وقد تضمن هذا الحديث العطف على ضمير الجر بغير إعادة الجار.
وحكى «قطرب» عن العرب : (ما في الدار غيره وفرسه) بجر كلمة «فرس» المعطوفة على الهاء من غير إعادة الجار ، وهو الاسم المضاف. وقال الشاعر :
اليوم قد بتّ تهجونا وتشتمنا |
|
فاذهب ، فما بك والأيام من عجب |
أي : وبالأيام.
وقد رد «ابن مالك» على ما احتج به البصريون : بأن شبه الضمير بالتنوين لو منع من العطف عليه لمنع من توكيده والإبدال منه كالتنوين ، ولا يمنعان بإجماع ، وأن الحلول لو كان شرطا لم يجز : رب رجل وأخيه ،
ولا : كل شاة وسخلتها بدرهم.
ولا : الواهب المائة الهجان وعبدها.
ونحو ذلك مما لا يصلح فيه الحلول.
ويمكننا القول : بأن عدم إعادة الخافض أمر ثابت ، تحقق في النظم والنثر ، الواردين عن العرب ، فهو قوي وإن كان لا يبلغ في قوته وحسنه البلاغي درجة الكثير.
__________________
(١) النساء : ١ ، قرأ «حمزة» : «والأرحام» خفضا. وقرأ باقي السبعة : «والأرحام» نصبا. «حجة القراءات» ١٨٨ ، و «إتحاف فضلاء البشر» ١٨٥. وانظر «دراسات لأسلوب القرآن الكريم» (القسم الأول ٣ : ٥٤٣).
(٢) أخرجه «البخاري» في «صحيحه» في (كتاب الإجارة ـ باب الإجارة إلى صلاة العصر) ٣ : ٥٠.