النداء
مسألة (٨٥)
في جواز حذف «يا» النداء (١)
من مواضع منع حذف «يا» النداء ما فيه اختلاف ، وهو ضربان : أحدهما : اسم الجنس ، والثاني : اسم الإشارة. وكلاهما يجوز عند «ابن مالك» فيهما الحذف ، لكن قليلا. فأما اسم الجنس فهو قليل ، كما في نحو : رجل يفعل كذا ، أي : يا رجل.
وفي الحديث : «اشتدي أزمة تنفرجي» (٢)
وفي الحديث الآخر حكاية عن موسى ـ عليهالسلام ـ : «ثوبي حجر» (٣)
يريد : يا أزمة ، ويا حجر.
ومن كلام العرب : افتد مخنوق ، وأطرق كرا. يقال للكركي إذا صيد : أطرق كرا ، أطرق كرا إن النعام في القرى.
وقالوا : أصبح ليل. وأنشد «سيبويه» للعجاج :
جاري لا تستنكري عذيري
أراد : يا جارية.
وأما اسم الإشارة ، فنحو قوله تعالى : (ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ)(٤). وعند الكوفيين : إن حذف حرف النداء من اسم الجنس والمشار إليه قياس مطرد. والبصريون يقصرونه على السماع.
__________________
(١) موارد المسألة : «شرح الشاطبي» عند قوله وغير مندوب ومضمر وما ...) و «شرح ابن الناظم» ٢٢٠ ، و «همع الهوامع» (النداء) ، و «شرح الأشموني» ٣ : ١٣٦.
(٢) أخرجه «العسكري» و «الديلمي» و «القضاعي» من حديث «علي». وفي سنده «الحسين ابن عبد الله بن ضمرة» وهو كذاب ، متهم بالزندقة. انظر «تمييز الطيب من الخبيث» ٢٣ ، و «فيض القدير» ١ : ٥١٦ ، و «المقاصد الحسنة» ٥٩.
(٣) أخرجه «البخاري» في «صحيحه» في (كتاب الغسل ـ باب من اغتسل عريانا وحده ...) ١ : ٧٣ ، من حديث «أبي هريرة» بإثبات «يا» ، وفي (كتاب الأنبياء ـ حدثني إسحاق بن نصر) ٤ : ١٢٩ دون «يا». قال «السيوطي» في «همع الهوامع» : أما الحديث فلم يثبت كونه بلفظ الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كما تقرر غير مرة ، ويؤيده وروده في بعض الطرق بلفظ : «يا حجر».
(٤) البقرة : ٨٥.