ومن كلام «مالك بن أنس» ـ ١٧٩ ه :
«الإعراب حلي اللّسان ، فلا تمنعوا ألسنتكم حليّها» (١).
وقال «عمر» ـ رضياللهعنه ـ ٢٣ ه :
«تعلموا اللحن والفرائض ، فإنه من دينكم».
قال «يزيد بن هارون» ـ ٢٠٦ ه : اللحن هو اللغة (٢).
وقال «أبو إسحاق الشاطبي» (٣) : «إنّ هذه الشريعة المباركة عربية ، فمن أراد تفهمها فمن جهة لسان العرب يفهم ، ولا سبيل إلى تطلب فهمها من غير هذه الجهة» (٤).
__________________
(١) «صبح الأعشى» ١ : ١٦٩
(٢) «صبح الأعشى» ١ : ١٤٨ : وفيه : أخرجه «ابن أبي شيبة».
(٣) «الشاطبي» نسبة لمدينة «شاطبة» ، وهي مدينة كبيرة ، ذات قلعة حصينة ، بشرق الأندلس ، يخترق بطاحها واد عليه بساتين جميلة. خرج منها جماعة من العلماء ، واستولى عليها الإفرنج : ٦٤٥ ه ، فمن هؤلاء صاحب الترجمة «إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي ، الغرناطي ، أبو إسحاق» (المتوفّى : ٧٩٠ ه) الشهير بالشاطبي ، الحافظ ، الأصولي ، اللغوي. كان بارعا في العلوم ، وهو من أفراد العلماء المحققين الأثبات ، له القدم الراسخ والإمامة العظمى في الفنون.
من كتبه «الموافقات» تحسّ حين تقرؤه أنك تتلقى الشريعة من إمام أحكم أصولها خبرة ، وأشرب مقاصدها دراية. و «المجالس» شرح به كتاب البيوع من «صحيح البخاري». و «الاعتصام».
وشرح الألفية المسماة : «المقاصد الشافية في شرح الخلاصة الكافية» مخطوط في خمسة مجلدات ضخام ، كتبت سنة ٨٦٢ ه ، والنسخة نفيسة موجودة في خزانة الرباط (الرقم ٦ جلاوي).
قال «التنبكتي» : لم يؤلف عليها ـ أي : الخلاصة ـ مثله بحثا وتحقيقا. فيما أعلم. أه وحين تقرؤه تشعر أنك بين يدي رجل هو من أغزر النحاة علما ، وأوسعهم نظرا ، وأقواههم في الاستدلال حجة. انظر «نيل الابتهاج بتطريز الديباج» مطبوع على هامش «الديباج» ٤٦ ـ ٥٠ ، و «الأعلام».
١ : ٧٥.
(٤) «الموافقات» ٢ : ٦٤.