وتجب اللام إن انتفت الفاعلية ، نحو : (لتعن بحاجتي) أو انتفى الخطاب ، نحو : (ليقم زيد).
وحذف الياء من «فلأصلّ» من الحديث هي رواية «الأصيلي» وقد وجّه في «أمالي السهيلي» : ٩٤ ، و «شواهد التوضيح والتصحيح» : ١٨٦ على خمسة أوجه :
(١) بحذف الياء ، فتكون اللام للأمر.
(٢) بإثبات الياء ، فتكون اللام للأمر ، إجراء للمعتل مجرى الصحيح ، كقراءة «قنبل» : إنه من يتقي ويصبر (١)
(٣) اللام للتعليل ، والفعل منصوب في حال فتح الياء.
(٤) اللام للتعليل أيضا ، والياء ساكنة تخفيفا ، وتسكين الياء المفتوحة لغة مشهورة.
واللام التي هي للتعليل تسمى «لام كي» ، والفعل بعدها منصوب بـ «أن» مضمرة ، واللام ومصحوبها خبر مبتدأ محذوف ، والتقدير : فقوموا فقيامكم لأصلي لكم.
ويستبعد «السهيليّ» رواية : «لأصلّي لكم» بلام كي إلّا على مذهب من رأى زيادة الفاء ، وهو قول «الأخفش» و «يونس» ، فإذا كانت كذلك كانت الفاء ملغاة على قولهما ، أي قوموا لأصلّي.
(٥) اللام مفتوحة (٢) على لغة «سليم» ، فتكون للقسم ، والفعل مبني على الفتح ، ونون التوكيد محذوفة ، والتقدير : لأصلّينّ.
وقال «السهيلي» : وقلما يوجد في الكلام انفراد هذه اللام في التأكيد والقسم دون النون ، فإن صحت الرواية فليس ببعيد في القياس كل البعد أن تقول :
ليقوم زيد ، أي : لقائم زيد ، توقع الفعل موقع الاسم ، كما قد توقع الاسم موقع الفعل ، وتعمله عمله.
وبعد فقد قال «ابن مالك» : وأمر المتكلم نفسه بفعل مقرون باللام فصيح ، قليل في الاستعمال.
__________________
(١) يوسف : ٩٠.
(٢) تسكين اللام بعد «الفاء» و «الواو» و «ثم» لغة قريش.