مسألة (٩٧)
في الجزم بـ «إذا» (١)
قال «ابن مالك» : قد يجزم بـ «إذا» الاستقباليّة حملا على «متى».
قال «الأشموني» : المشهور في «إذا» أنه لا يجزم بها إلا في الشعر.
وشاع في الشعر الجزم بـ «إذا» حملا على «متى». فمن ذلك إنشاد «سيبويه» (٢) :
ترفع لي خندف والله يرفع لي |
|
نارا إذا خمدت نيرانهم تقد |
وكإنشاد «الفراء» :
استغن ما أغناك ربّك بالغنى |
|
وإذا تصبك خصاصة فتحمّل |
وظاهر كلام ابن مالك في «التسهيل» جواز ذلك في النثر على قلة.
ومنه قوله ـ عليه الصلاة والسّلام ـ لعلي وفاطمة ـ رضياللهعنهما ـ : «إذا أخذتما مضاجعكما تكبّرا أربعا وثلاثين» (٣). الحديث.
__________________
(١) موارد المسألة : «التسهيل» ٢٣٧ ، و «شرح الأشموني» ٤ : ١٣.
(٢) الكتاب ١ : ٤٣٤ ، والبيت للفرزدق.
(٣) أخرجه «البخاري» في «صحيحه» في (كتاب الخمس ـ باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ والمساكين) ٤ : ٤٨ ، وفي (كتاب فضائل أصحاب النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ باب مناقب عليّ بن أبي طالب) ٤ : ٢٠٨.
و «مسلم» في «صحيحه» في (كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ـ باب التسبيح أول النهار وعند النوم) ٨ : ٨٤. وتمام الحديث برواية البخاري ، بسنده إلى «عليّ» ـ رضياللهعنه ـ أن فاطمة ـ عليهاالسلام ـ شكت ما تلقى من أثر الرّحى فأتى النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ سبي فانطلقت فلم تجده فوجدت عائشة فأخبرتها فلما جاء النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أخبرته عائشة بمجيء فاطمة ، فجاء النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إلينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت لأقوم ، فقال : على مكانكما ، فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري ، وقال : ألا أعلّمكما خيرا مما سألتماني إذا أخذتما مضاجعكما تكبّرا أربعا وثلاثين ، وتسبّحا ثلاثا وثلاثين ، وتحمدا ثلاثة وثلاثين ، فهو خير لكما من خادم. وقد جاء في هامش «البخاري» ٤ : ٢٠٨ قوله : تكبرا ، بلفظ المضارع ، وحذف النون للتخفيف ، أو أن «إذا» تعمل عمل الشرط ، ولأبي ذر عن الحمويّ والمستملي : «تكبران» بإثباتها.
ولابن عساكر وأبي ذرّ عن الكشميهني : «فكبرا» بصيغة الأمر ، وكذا القول والرواية في «تسبحا» و «تحمدا».
وقال «العيني» في «عمدة القاري» ١٦ / ٢١٨ :
قوله «تكبرا» بلفظ المضارع ، وترك النون ، وحذفت «إما» للتخفيف ، وإما على لغة من قال أن كلمة «إذا» جازمة ، وهي لغة شاذة ، ويروى : فكبرا.