مسألة (٩٨)
في مجيء الشرط مضارعا والجواب ماضيا (١)
ومن الاستعمالات السليمة وقوع الشرط مضارعا ، والجواب ماضيا لفظا لا معنى ، والنحويون يستضعفون ذلك. ويراه بعضهم مخصوصا بالضرورة.
والصحيح الحكم بجوازه مطلقا ، لثبوته في كلام أفصح الفصحاء ، وكثرة وروده عن فحول الشعراء.
فقد جاء في الحديث من قول النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه) (٢) وقول «عائشة» أم المؤمنين ـ رضياللهعنها ـ «إنه ـ أي أبا بكر ـ رجل أسيف متى يقم مقامك رقّ» (٣).
وقد جاء في النظم قول «نهشل بن ضمرة» :
يا فارس الحيّ يوم الرّوع قد علموا |
|
ومدره الخصم لا نكسا ولا ورعا |
ومدرك التّبل في الأعداء يطلبه |
|
وما يشأ عندهم من تبلهم منعا (٤) |
وقول «أعشى بن قيس» :
وما يرد من جميع ، بعد ، فرّقه |
|
وما يرد ، بعد ، من ذي فرقة جمعا |
__________________
(١) موارد المسألة : «شرح الشاطبي» ، و «شرح المرادي» ٢٧٣ ، و «شرح الأشموني» ٤ : ١٧ ، و «شواهد التوضيح» ١٤ ـ ١٧ ، و «أوضح المسالك» ٣ : ١٩٠.
(٢) أخرجه «البخاري» في «صحيحه» في (كتاب الإيمان ـ باب قيام ليلة القدر من الإيمان) ١ : ١٤ ، عن «أبي هريرة».
و «النسائي» في «سننه» في (كتاب الإيمان وشرائعه ـ باب قيام ليلة القدر) ٨ : ١١٨.
(٣) أخرجه «البخاري» في «صحيحه» في (كتاب الأنبياء ـ باب قول الله تعالى : (لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ)) ٢ : ١٢٢.
(٤) البيتان في قصيدة له في كتاب وقعة صفين ، باختلاف يسير. الورع : الجبان. التّبل : التّرة والذّحل.