وفي حديث الغامدية قوله ـ عليهالسلام ـ : «إما لا فاذهبي حتى تلدي» (١).
وكذا تقول العرب : (إما لا فافعل كذا).
وحذف فعل الشرط قليل ، وحذف جوابه كثير.
__________________
(١) أخرجه «مسلم» في «صحيحه» في (كتاب الحدود ـ باب من اعترف على نفسه بالزنى) ٥ : ١٢٠ ، عن «بريدة». وفيه : «... فجاءت الغامدية فقالت : يا رسول الله إني قد زنيت فطهّرني وإنه ردّها ، فلمّا كان الغد قالت يا رسول الله لم تردّني؟ لعلّك أن تردّني كما رددت ماعزا ، فو الله إني لحبلى ، قال :
إمّا لا فاذهبي حتّى تلدي.
فلما ولدت أتته بالصبيّ في خرقة ، قالت : هذا قد ولدته ، قال : اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه ، فلمّا فطمته أتته بالصّبيّ في يده كسرة خبز ، فقالت : هذا يا نبيّ الله قد فطمته وقد أكل الطّعام ، فدفع الصّبيّ إلى رجل من المسلمين ، ثمّ أمر بها فحفر لها إلى صدرها ، وأمر الناس فرجموها ، فيقبل خالد بن الوليد بحجر ، فرمى رأسها ، فتنضّح الدّم على وجه خالد فسبّها فسمع نبيّ الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ سبّه إيّاها ، فقال : «مهلا يا خالد فو الذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له ، ثمّ أمر بها فصلّى عليها ودفنت».
وفي «شرح صحيح مسلم» للنووي ١١ : ٢٠٣ :
معناه : إذا أبيت أن تستري على نفسك وتتوبي وترجعي عن قولك فاذهبي حتى تلدي ، فترجمين بعد ذلك.