الممدود
مسألة (١٠٥) في تثنية الممدود (١)
قال «الشاطبي» : ذكر الناظم حكم الممدود من الأسماء في التثنية فقال :
وما كصحراء بواو ثنّيا |
|
ونحو علباء كساء وحيا |
بواو أو همز ، وغير ما ذكر |
|
صحّح ، وما شذّ على نقل قصر |
قسم الممدود ثلاثة أقسام : ما كانت الهمزة فيه للتأنيث ، وما كانت للإلحاق ، أو بدلا من أصل. وما عداها وهو ما كانت الهمزة فيه أصلية. وابتدأ بالقسم الأول فقال : (وما كصحراء بواو ثنيا) يعني أن ما كان من الأسماء الممدودة همزتة كهمزة صحراء ، أي في كونها للتأنيث ، فإن حكمه في التثنية أن تقلب الهمزة فيه واوا مطلقا في صحراء : صحراوات. ومثله : حمراء ، وغرّاء ، وبيضاء ، وزكرياء ، وعمياء.
تقول : حمراوان ، وغراوان ، وبيضاوان ، وزكرياوان ، وعمياوان. وفي الحديث : «أفعمياوان أنتما» (٢).
وقال الشاعر :
يديان بيضاوان عند محلّم |
|
قد تمنعانك أن تضام وتقهرا |
__________________
(١) موارد المسألة : «شرح الشاطبي» ، و «الكافي شرح الهادي» : ٩٧ (آلة كاتبة).
(٢) أخرجه «أبو داود» في «سننه» في (كتاب اللباس ـ باب في قوله ـ عزوجل ـ : (وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ)) ٤ : ٦٣ والحديث بتمامه : عن أم سلمة ـ رضياللهعنها ـ قالت : «كنت عند رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وعنده ميمونة فأقبل ابن أمّ مكتوم ، وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب ، فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : احتجبا منه. فقلنا : يا رسول الله ، أليس أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : أفعمياوان أنتما؟ ألستما تبصرانه؟» وأخرجه «الترمذي» و «النسائي». وقال «الترمذي» : حسن صحيح. انظر «مختصر سنن أبي داود» للمنذري ٦ : ٦٠ ، و «التلخيص الحبير» ٣ : ١٧٠ ، وورد في «فتح الباري» : «أفعمياوان أنتما» هذا في حق أمهات المؤمنين ، نهاهما عن رؤية الأعمى مع قوله لـ «فاطمة بنت قيس» : «اعتدى عند ابن أم مكتوم فإنه أعمى» فغلظ الحجاب في حقهن دون غيرهن. ا ه.