الوقف
مسألة (١٠٨)
الأرجح في جمع التصحيح أن يوقف عليه بالتاء (١)
إذا وقف على تاء التأنيث التزمت التاء ، وسلمت من القلب هاء إن كانت متصلة بحرف ، ك : ثمّت ، وربت ، ولعلت. أو فعل ، ك : قامت ، أو باسم وقبلها ساكن صحيح ، ك : أخت ، وبنت.
وجاز إبقاؤها على صورتها ، وإبدالها هاء إن كان قبلها فتحة ، نحو : تمرة ، وشجرة. أو كان قبلها ألف ، نحو : صلاة ، وزكاة ، ومسلمات ، وذات ، وأولات.
والأرجح في جمع التصحيح ، ك : مسلمات ، هندات ، وفيما أشبهه الوقف بالتاء ، (وما أشبهه هو اسم الجمع ، وما سمي به من الجمع تحقيقا أو تقديرا) فاسم الجمع ، نحو : أولات (فإنه لا واحد له من لفظه ، وإنما له واحد من معناه ، وهو ذات). وما سمي به من الجمع تحقيقا ، ك : عرفات ، وأذرعات (فإنهما جمع عرفة ، وأذرعة تحقيقا) وما سمي به من الجمع تقديرا ، ك : هيهات ، فإنها في التقدير جمع هيهيه ، ثم سمي بها الفعل.
ومن الوقف بالإبدال هاء قولهم : (كيف الإخوه والأخواه).
ومنه الحديث : «دفن البناه من المكرماه» (٢) ، حكاه «قطرب» ،
__________________
(١) موارد المسألة : «شرح المرادي» ٥ : ١٧٥ ، و «شرح الأشموني» ٤ : ٢١٤ ، و «أوضح المسالك» ٣ : ٢٩١ ، و «التصريح» ٢ : ٣٤٣ ، و «شرح قطر الندى» ٤٦٢.
(٢) «دفن البنات من المكرمات» رواه «الطبراني» في «الكبير والأوسط» ، وابن عدي في «الكامل» و «القضاعي» و «البزار» عن «ابن عباس» أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لما عزي بابنته «رقية» قال : «الحمد لله دفن البنات من المكرمات» وهو غريب ، إلا أن «البزار» قال : «موت» بدل «دفن».
وبه رواه «الصغاني» ، وحكم عليه بالوضع.
ورواه «ابن الجوزى» ، عن «ابن عمر» مرفوعا بهذا اللفظ في «الموضوعات» ٣ : ٢٣٥ ، وأقره ـ «السيوطي» في «اللآلىء» ٢ : ٤٣٧ ، والصواب أن الحديث ضعيف ، كما في «تنزيه الشريعة» ٢ : ٣٧٢.
«تنبيه» قال بعضهم : حاشاه أن يقول ذلك كراهة للبنات ، بل خرج مخرج التعزية للنفس.
انظر «فيض القدير» ٣ : ٥٣٣ ، و «كشف الخفاء» ١ : ٤٠٧ ، و «كنز العمال» ١٦ : ٤٤٩ ، و «تمييز الطيّب من الخبيث» ٧٩