مسألة (١١٠)
في إبدال الميم (١)
أبدلت الميم وجوبا من الواو في «فم» ، وأصله «فوه» بدليل تكسيره على «أفواه».
والتكسير يرد الأشياء إلى أصولها.
فحذفوا الهاء لخفائها تخفيفا ، ثم أبدلوا الميم من الواو ؛ لكونها من مخرجها.
فإن أضيف إلى ظاهر أو مضمر رجع به إلى الأصل ، وهو الواو.
فقيل : فو زيد ، وفوك.
وربما بقي الإبدال مع الإضافة إلى المظهر والمضمر. نحو قوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) (٢).
وقول «رؤبة» :
يصبح ظمآن وفي البحر فمه
وزعم «الفارسي» : أن الميم لا تثبت إلّا في الشعر.
ويرده الحديث المتقدم.
__________________
(١) موارد المسألة : «أوضح المسالك» ٣ : ٣٤١ ، و «التصريح على التوضيح» ٢ : ٣٩٢.
(٢) تقدم تخريجه في مسألة / ٨ / في (إثبات ميم «فم» مع الإضافة جائز).
ومن شواهد إثبات ميم «فم» مع الإضافة ما جاء في «صحيح البخاري» في (كتاب الأشربة ـ باب الشّرب من فم السّقاء) ٦ : ٢٥٠ ، عن «أبي هريرة» ـ رضياللهعنه ـ أنه قال : «نهى رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عن الشّرب من فم القربة أو السّقاء ...».
وانظر «فتح الباري» ١٠ : ٩٠.
وفي «سنن ابن ماجه» في (كتاب الطهارة ـ باب ما جاء في مؤاكلة الحائض وسؤرها) ١ :
٢١١ ، عن «عائشة» أنها قالت : «كنت اتعرّق العظم وأنا حائض فيأخذه رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فيضع فمه حيث كان فمي ، وأشرب من الإناء فيأخذه رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم فيضع فمه حيث كان فمي وأنا حائض» ، وفي (كتاب الأشربة ـ باب الشرب من في السقاء) ٢ : ١١٣٢ ، عن «ابن عباس : أن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ نهى أن يشرب من فم السّقاء».