ـ قال «القلقشندي» : قال «عثمان المهريّ» : أتانا كتاب «عمر ابن الخطاب ـ لعنة الله عليه ـ ونحن بأذربيجان يأمرنا بأشياء ، ويذكر فيها : تعلموا العربية ، فإنها تثبّت العقل ، وتزيد في المروءة.
ولله درّ «أبي سعيد البصري» حيث يقول :
النحو يبسط من لسان الألكن |
|
والمرء تكرمه إذا لم يلحن |
وإذا طلبت من العلوم أجلّها |
|
فأجلّها عندي مقيم الألسن |
ـ قال صاحب «الريحان والريعان» : واللحن قبيح في كبراء الناس وسراتهم.
كما أن الإعراب جمال لهم ، وهو يرفع الساقط من السّفلة ، ويرتقي به إلى مرتبة تلحقه بمن كان فوق نمطه وصنفه.
__________________
فقال : لا جرم ، سأطلب علما لا تلحنني فيه ، فلزم «الخليل» فبرع. انظر «أخبار النحويين والبصريين» ٤٢ ، ٤٣ ، و «إنباه الرواة» ٢ : ٣٥٠ ، ٣٥٥ ، و «مجالس العلماء» ١٥٤ ، و «بغية الوعاة» ١ : ٥٤٨ ، و «مغني اللبيب» ٣٨٧ ، و «سيبويه إمام النحاة» ٨٤.
وخبر آخر يرويه «حماد» أنه جاء إليه «سيبويه» مع قوم يكتبون شيئا من الحديث ، قال «حماد» : فكان فيما أمليت ذكر «الصفا» ، فقلت : «صعد رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الصفا» ، وكان هو الذي يستملّ ، فقال : «صعد النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الصفاء» ، فقلت : يا فارسيّ ، لا تقل :الصفاء ؛ لأن «الصفا» مقصور. فلما فرغ من مجلسه كسر القلم ، وقال : «لا أكتب شيئا حتى أحكم العربية» انظر «مجالس العلماء» ١٥٤.
ولعل هاتين الحادثتين المثيرتين مع حوادث أخرى هي التي حدت بسيبويه إلى العناية الشديدة بتعلّم النحو. ونحو ذلك ما حفز من بعد «عثمان بن جني» حينما كان يقرأ النحو بجامع الموصل ، فمر به «أبو علي» فسأله عن مسألة في التصريف فقصّر فيها ، فقال له «أبو علي» : «زبّبت قبل أن تحصرم!» فلزمه من يومئذ مدة أربعين سنة ، واعتنى بالتصريف إلى أن تصدّر مكان «الفارسي» فيه ببغداد. «بغية الوعاة» ٢ : ١٣٢.
أما الحديث : «ليس من أصحابي إلا من لو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدرداء» فقد ورد في معظم تراجم «سيبويه» ، ولم أعثر عليه في كتب الحديث ، ويروى الحديث في «الجامع الصغير» ٢ : ١٤٨ هكذا : «ما من أحد من أصحابي إلا ولو شئت لأخذت عليه في بعض خلقه غير أبي عبيدة بن الجراح».