وقيل : بل جمع «أحدثة» على «أفعلة» ككثيب ، وأكثبة.
ـ قال «ابن بري» ـ ٥٨٢ ه :
ليس الأمر كما زعم «الفراء» ، لأن «الأحدوثة» بمعنى الأعجوبة ، يقال : قد صار فلان أحدوثة ، فأما أحاديث النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فلا يكون واحدها إلا حديثا ، ولا يكون أحدوثة.
قال : وكذلك ذكره «سيبويه» في (باب ما جاء بناء جمعه على غير واحده المستعمل) كعروض وأعاريض ، وباطل وأباطيل.
ثم قال «سيبويه» : ومثل ذلك : حديث ، وأحاديث ... (١)
وفي حديث «فاطمة» (٢) ـ رضياللهعنها ـ أنها جاءت إلى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فوجدت عنده حدّاثا ، أي : جماعة يتحدّثون ، وهو جمع على غير قياس ، حملا على نظيره ، نحو : سامر ، وسمّار ، فإنّ السّمّار المحدّثون.
ورجل حدث ، وحدث ، وحدث ، وحدّيث ، ومحدّث ، بمعنى واحد ، وهو كثير الحديث ، حسن السياق له (٣).
تعريف «الحديث» شرعا :
قال «السيوطي» في «تدريب الراوي» ١ : ٤٠ : قال «ابن الأكفاني» في كتاب «إرشاد القاصد» : (٤)
__________________
(١) «الكتاب» ٢ : ١٩٩.
(٢) أخرجه «أبو داود» في «سننه» في (كتاب الخراج والإمارة والفيء ـ باب في بيان مواضع قسم الخمس ، وسهم ذي القربي) ٣ : ١٥٠.
(٣) «اللسان» و «تاج العروس» (مادة : حدث).
(٤) اسم الكتاب : «إرشاد القاصد إلى أسنى المقاصد» ، تكلم فيه مؤلّفه على أنواع العلوم.
ألفه : محمد بن إبراهيم بن ساعد ، الأنصاري ، السّنجاري ، أبو عبد الله. ويعرف بـ «ابن الأكفاني».
وهو طبيب ، باحث ، عالم بالحكمة والرياضيات. (المتوفى سنة ٧٤٩) «الأعلام» ٥ : ٢٩٩.