بألفاظ مختلفة والمعنى واحد ، وإن أمكن أن تكون جميع الألفاظ قول رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ في أوقات مختلفة ، لكن الأغلب أنه حديث واحد ونقل بألفاظ مختلفة فإنه روي : «رحم الله امرأ» ، و «نضر الله امرأ» ، وروي : «ورب حامل فقه لا فقه له» ، وروي : «حامل فقه غير فقيه». وكذلك الخطب المتحدة ، والوقائع المتحدة ، رواها الصحابة ـ رضياللهعنهم ـ بألفاظ مختلفة فدل ذلك على الجواز» (١). ا. ه
القول العاشر : إن كان المطلوب بالحديث عملا ، كالتعبد بلفظه ، لم يجز المعنى ، وإن كان المطلوب به علما ، كالعقائد جاز المعنى ؛ لأن المعول في العلم على معناه دون لفظه. (٢)
واعلم أن هذا الخلاف لا يجري في أربعة أنواع :
النوع الأول : ما تعبد بلفظه ، كالتشهد والقنوت ، ونحوهما ، (٣) صرّح به «الزركشي».
النوع الثاني : ما هو من جوامع كلمه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ التي افتخر بإنعام الله عليها بها.
ذكره «السيوطي» في «التدريب» (٤).
النوع الثالث : ما يستدل بلفظه على حكم لغوي ، إلا أن يكون الذي أبدل اللفظ بلفظ آخر عربيا ، يستدل بكلامه على أحكام العربية.
ذكره جمهور النحاة.
النوع الرابع : ما تضمنته بطون الكتب ، فليس لأحد أن يغيّر لفظ شيء من كتاب مصنّف ، لأنه لا يملك تغيير تصنيف غيره (٥).
__________________
(١) انظر «الكفاية» ٣٠٥ ، و «المستصفى» ١ : ١٦٨ ، ١٦٩.
(٢) انظر «تدريب الراوي» ٢ : ١٠٢ ، و «فتح الباري» ٨ : ٣٠٤.
(٣) «الكفاية» ٣٠٤ ، و «تدريب الراوي» ٢ : ١٠٢.
(٤) «تدريب الراوي» ٢ : ١٠٢
(٥) «مقدمة ابن الصلاح» ٣٣١ ـ ٣٣٣ ، و «تهذيب الراوي» (٢ : ١٠٢).