وفي هذا الفصل مسائل :
المسألة الأولى :
بيان ما يقوله من يروي حديثا بالمعنى
قال «ابن الصلاح» :
ينبغي لمن روى حديثا بالمعنى أن يتبعه بأن يقول : أو كما قال ، أو نحو هذا ، وما أشبه ذلك من الألفاظ.
روي ذلك عن «ابن مسعود» ، و «أبي الدرداء» ، و «أنس» ـ رضياللهعنهم ـ.
قال «الخطيب» : والصحابة أرباب اللسان ، وأعلم الخلق بمعاني الكلام ، ولم يكونوا يقولون ذلك إلا تخوّفا من الزلل لمعرفتهم بما في الرواية على المعنى من الخطر (١).
روى «ابن عبد البر» عن «الشعبي» عن «مسروق» عن «عبد الله ابن مسعود» أنه حدث يوما بحديث فقال : سمعت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ثم أرعد وأرعدت ثيابه. وقال : أو نحو هذا ، أو شبه هذا (٢).
وكذلك يحسن للقارىء الذي اشتبهت عليه لفظة أن يقول بعدها : «أو كما قال» (٣).
__________________
(١) «مقدمة ابن الصلاح» ٣٣٣ ، وانظر «جامع بيان العلم» ١ : ٧٩ ، و «تدريب الراوي» ٢ : ١٠١ ، وفي «محاسن البلقيني» فائدة) ليس في ذلك النقل عن هؤلاء ، أنهم جوزوا نقل الحديث بالمعنى كما فهمه بعض من لا يصح فهمه. وانظر «الكفاية» ٣١١.
(٢) «جامع بيان العلم» ١ : ٧٩.
(٣) «تدريب الراوي» ٢ : ١٠٢.