وروى عن «علي بن الحسن» قال : قلت لابن المبارك : يكون في الحديث لحن أأقوّمه؟ قال : نعم لأن القوم لم يكونوا يلحنون ، اللحن منا (١).
روى «الخطيب» عن رجل قال لـ «الأعمش» : إن كان «ابن سيرين» ليسمع الحديث فيه اللحن ، فيحدث به على لحنه. فقال «الأعمش» :
إن كان «ابن سيرين» يلحن ؛ فإن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لم يلحن ، يقول : قوّمه.
وفي رواية : فقوّموه (٢).
وروى عن همام قال : إذا حدّثتكم عن «قتادة» ، فكان في حديثه لحن ، فقوموه ، فإنه كان لا يلحن (٣).
وروى عن «النضر بن شميل» أنه قال : كان «عوف بن أبي جميلة» رجلا لحانا ، قد كسوت لكم حديثه كسوة حسنة (٤).
قال «السخاوي» :
وحكى «ابن فارس» عن شيخه أبي الحسن ، علي بن إبراهيم القطان ، راوي سنن «ابن ماجه» عنه ، فقال : إنه كان يكتب الحديث على ما سمعه لحنا ، ويكتب على حاشية كتابه : كذا قال ، يعني الذي حدث به ، والصواب كذا.
قال «ابن فارس» : وهذا أحسن ما سمعت في هذا الباب.
ونحوه قول «الميانشي» : صوب بعض المشايخ هذا ، وأنا أستحسنه ، وبه آخذ. وأشار «ابن الصلاح» إلى أنه أبقى للمصلحة ، وأنفى للمفسدة ، يعني
__________________
(١) «جامع بيان العلم» ١ : ٨١.
(٢) «الكفاية» ٢٩٥.
(٣) «الكفاية» ٢٩٧ ، ولقد كان شعبة ، وحماد ، وخالد بن الحارث ، وبشر بن المفضل ، والحسن البصري لا يلحنون البتة.
(٤) «الكفاية» ٢٩٨.