ونظم عز الدين الموصلي بديعية في مائة واربعين بيتا التزم فيها تسمية الفن البديعي مورّيا بكلمة عنه البيت الذي يتضمنها ، ومطلعها :
براعة تستهلّ الدمع في العلم |
عبارة عن نداء المفرد العلم |
وكان الموصلي أول من فعل ذلك ليتميز على الحلي الذي لم يلتزم بتسمية النوع.
وتوالى نظم البديعيات وظهر شعراء عنوا بها كوجيه الدين عبد الرحمن ابن محمد اليمني وشرف الدين عيسى بن حجاج بن عيسى بن شداد السعدي القاهري وزين الدين شعبان بن محمد القرشي الآثاري (١) الذي نظم ثلاث بديعيات : الصغرى وهي في مائة وتسعة وستين بيتا ومطلعها :
إن جئت بدرا فطب وانزل بذي سلم |
سلّم على من سبا بدرا على علم |
والوسطى وهي في ثلثمائة وثمانية أبيات ومطلعها :
دع عنك سلعا وسل عن ساكن الحرم |
وخلّ سلمى وسل ما فيه من كرم |
والكبرى وهي في أربعمائة وسبعة أبيات ومطلعها :
حسن البداعة حمد الله في الكلم |
ومدح أحمد خير العرب والعجم |
وكان يعاصر الآثاري أديب ناقد له أكبر الأثر في البديعيات وهو ابن حجة الحموي الذي وجد عصره يزخر بالبديعيات ، وكان قد أعجب ببديعتي الحلي والموصلي فنظم بديعية في مائة واثنين واربعين بيتا وورّى عن كل فن بكلمة ، ومطلعها :
لي في ابتدا مدحكم يا عرب ذي سلم |
براعة تستهلّ الدمع في العلم |
وشرحها بكتابه البلاغي «خزانة الأدب وغاية الارب» الذي يعدّ أهم كتب البلاغة في القرن الثامن للهجرة.
ولجلال الدين السيوطي بديعية سماها «نظم البديع في مدح خير شفيع» وهي في مائة واربعين بيتا ومطلعها :
من العقيق ومن تذكار ذي سلم |
براعة تستهلّ الدمع في العلم |
وشرحها شرحا موجزا وأشار الى أنّه عارض بها بديعية الحموي في التورية باسم النوع البديعي.
ونظمت عائشة الباعونية بديعية في مائة وثلاثين بيتا سمتها «الفتح المبين في مدح الأمين» ومطلعها :
في حسن مطلع أقماري بذي سلم |
أصبحت في زمرة العشّاق كالعلم |
ونظمتها على منوال بديعية الحموي من غير تسمية النوع البديعي وشرحتها شرحين.
ونظم عبد الغني النابلسي بديعيتين ولم يلتزم في إحداهما تسمية النوع والتزمه في الثانية. ومطلع الاولى :
يا منزل الركب بين البان فالعلم |
من سفح كاظمة حيّيت بالديم |
وشرحها بكتابه «نفحات الأزهار على نسمات الاسحار في مدح النبي المختار». ومطلع الثانية :
يا حسن مطلع من أهوى بذي سلم |
براعة الشوق في استهلالها ألمي |
وهناك بديعيات أخرى ومعظمها في مدح الرسول الكريم ـ صلىاللهعليهوسلم
ومن البسيط وعلى رويّ الميم. ونظم المسيحيون بديعيات في المسيح ـ عليهالسلام ـ ومنهم الخوري نيقولاوس بن نعمة الله الصائغ الذي يقول في مطلع بديعته :
بديع حسن امتداحي رسل ربهم |
براعة في افتتاحي حمد ربهم |
والخوري أرسانيوس الفاخوري الذي التزم في احدى
__________________
(١) تنظر البديعيات في بديعيات الآثاري ص ١٧ ، ٥١ ، ١٠١.