يحكي أفاعيله في كلّ نائبة |
الغيث والليث والصّمصامة الذّكر |
الثاني : تبيين أحد ركني الاسناد أو غيره بالنعت أو نحوه كقول ابن الرومي :
آراؤكم ووجوهكم وسيوفكم |
في الحادثات إذا دجون نجوم |
|
فيها معالم للهدى ومصابح |
تجلو الدّجى والأخريات رجوم |
ومنه بيتا الفرودق السابقان : «لقد خنت قوما ...».
وذكر القزويني البيت الاول من بيتي الحميري في تقديم المسند وذلك للتشويق الى ذكر المسند اليه.
وذكره في الجامع الوهمي ، وفي الجمع ، وتبعه في ذلك شراح التلخيص (١). وذكر القزويني أبيات الفرزدق وابن الرومي أمثلة للضّرب الأول من اللف والنشر ، وهو أن يأتي النشر على ترتيب اللف (٢).
وعدّ السبكي بيتي ابن الرومي من التقسيم ، قال بعد أن ذكر كلام القزويني : «وفيه نظر من وجوه منها أنّه اشترط فيما سبق أن لا يكون في النشر تعيين فرد منها لفرد من أفراد اللف ، وهذا فيه تعيين الأخير للأخير بقوله : «والأخريات رجوم» فيكون من التقسيم الذي سيأتي لا من اللف والنشر» (٣).
والتبيين عند الحموي هو التفسير ، قال : «هذا النوع أعني التفسير من مستخرجات قدامة وسمّاه قوم التبيين ، وهو أن يأتي المتكلم أو الشاعر في بيت بمعنى لا يستقل الفهم بمعرفة فحواه دون تفسيره إما في البيت الآخر أو في بقية البيت إن كان الكلام يحتاج الى التفسير في أوله. والتفسير يأتي بعد الشرط وما هو في معناه وبعد الجار والمجرور وبعد المبتدأ الذي يكون تفسيره خبره بشرط أن يكون المفسر مجملا والمفسر مفصلا» (٤) وذكر أبيات الفرزدق والحميري وابن الرومي وهو ما ذكره قدامة في التفسير الذي قال عنه : «ومن أنواع المعاني صحة التفسير وهي أن يضع الشاعر معاني يريد أن يذكر أحوالها في شعره الذي يصنعه فاذا ذكرها أتى بها من غير أن يخالف معنى ما أتى به منها ولا يزيد أو ينقص» (٥) وذكر بيتي الفرزدق ، وقول الحسين بن مطير الأسديّ :
فله بلا حزن ولا بمسرّة |
ضحك يراوح بينه وبكاء |
ففسر «بلا حزن» بـ «ضحك» ، و «لا بمسرّة» بـ «بكاء».
وبحثه المدني في التفسير وقال : «سمّاه ابن مالك وآخرون التبيين» (٦). والحقيقة أنّ العسكريّ ذكر مصطلح «التبيين» وقرنه بالتوشيح وأفرد له التبريزي والبغدادي بابا ثم جاء بعدهما ابن مالك وسماه تبيينا أيضا.
تتابع الإضافات :
تبع الشيء تبعا وتباعا في الافعال وتبعت الشيء تبوعا : سرت في إثره ، واتّبعه وأتبعه وتتبّعه : قفاه وتطلبه متّبعا له وكذلك تتبعه وتتبعته تتبعا. وتابع بين الأمور متابعة وتباعا : واتر ووالى ، وتابعته على كذا متابعة وتباعا ، وتتابعت الأشياء : تبع بعضها بعضا (٧).
قال الصاحب بن عباد : «إياك والاضافات المتداخلة فإنّ ذلك لا يحسن» (٨) ، وذكر أنّه يستعمل في الهجاء كقول القائل :
__________________
(١) الايضاح ص ١٠٢ ، ١٦٢ ، ٣٥٧ ، التلخيص ص ١٢٥ ، ١٩٣ ، شروح التلخيص ج ٢ ص ١١٦ ، المطول ص ١٨٥ ، الاطول ج ١ ص ٢٠٠.
(٢) الايضاح ص ٣٥٦.
(٣) عروس الافراح ج ٤ ص ٣٣٠.
(٤) خزانة الأدب ص ٤٠٨.
(٥) نقد الشعر ص ١٥٤.
(٦) أنوار الربيع ج ٦ ص ١٢٣.
(٧) اللسان (تبع).
(٨) دلائل الاعجاز ص ٨٢ ، الايضاح ص ٨.