بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ)(١). وقوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «عصيّة عصت الله ورسوله ، وغفار غفر الله لها ، وأسلم سالمها الله».
ومنه قول جرير :
كأنك لم تسر ببلاد نجد |
ولم تنظر بناظرة الخياما |
وقال المصري : «وقد فرّع التبريزي من هذا القسم ضربا سماه التجنيس المستوفي ، وهو أن تتشابه الكلمتان لفظا وخطا وإحداهما اسم والأخرى فعل» (٢) كقول أبي تمام :
ما مات من كرم الزمان فانّه |
يحيا لدى يحيى بن عبد الله |
وهذا هو الجناس التام الذي تقدم.
تجنيس التّماثل :
قال المصري : «هو أن تكون الكلمتان اسمين او فعلين» (٣) ، وهو ضربان :
الأول : تتماثل فيه الكلمتان سواء كانتا اسمين ام فعلين في اللفظ والخط كقول الشاعر :
عينه تقتل النفوس وفوه |
منه تحيي عين الحياة النفوسا |
الثاني : لا تتماثل في الكلمتان الا من جهة الاشتقاق سواء أكانتا اسمين أم فعلين ، كقوله تعالى : (فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ)(٤) ، وقوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ «اسلم تسلم».
ومنه قول البحتري :
نسيم الروض في ريح شمال |
وصوب المزن في راح شمول |
ثم قال المصري : «وهذان التجنيسان أعني التغاير والتماثل من التجنيس الذي أصّله قدامة وابن المعتز» (٥).
التّجنيس الحقيقيّ :
قال ابن قيّم الجوزية : «هو أن تأتي بكلمتين كل واحدة منهما موافقة للأخرى في الحروف مغايرة لها في المعنى» (٦).
وقال ابن الاثير الحلبي : «فاما الحقيقي فهو ما استوت ألفاظه في الخط والوزن والتركيب» (٧).
وهذا هو الجناس التام ، وقد تقدم.
تجنيس الخطّ :
هو تجنيس التصحيف أو المصحف (٨) وقد تقدم.
وقال الوطواط : «ويسمونه أيضا المضارعة والمشاكلة» (٩).
تجنيس العكس :
سمّاه العلوي «المعكوس» (١٠) وسماه الحموي والمدني «المقلوب» (١١) ، وقال ابن منقذ : «هو أن تكون الكلمة عكس الأخرى» (١٢) وهو قسمان : (١٣).
الاول : تنقلب فيه الحروف ، كقوله تعالى : (إِنِّي
__________________
(١) التوبة ٣٨.
(٢) تحرير التحبير ص ١٠٤.
(٣) تحرير ص ١٠٥ ، بديع القرآن ص ٢٨.
(٤) الواقعة ٨٩.
(٥) تحرير ص ١٠٥.
(٦) الفوائد ص ٢٤٠.
(٧) جوهر الكنز ص ٩٢.
(٨) التبيان ص ١٦٧ ، نضرة الاغريض ص ٨٠ ، معترك ج ١ ص ٤٠٠ ، المنزع البديع ص ٤٨٨ ، التبيان في البيان ص ٤٠٧.
(٩) حدائق السحر ص ١٠٢ ، وينظر جنى الجناس ص ١٨٠.
(١٠) الطراز ج ٢ ص ٣٦٨.
(١١) خزانة الادب ص ٣٩ ، انوار الربيع ج ١ ص ١٩٥.
(١٢) البديع في نقد الشعر ص ٣٠.
(١٣) ينظر جوهر الكنز ص ٩٦ ، الطراز ج ٢ ص ٣٦٩.