ليالي شهر ما أعرّس ساعة |
وأيام شهر ما أعرّج دائب |
أطمع أنّه يجنس «أعرس» فقال : «اعرج» فابدل الجيم من السين.
ومثال التجنيس المبدل قول الزبرقان بن بدر :
فرسان صدق في الصباح إذا |
كثر الصياح ولجّ في النفر |
أبدل الياء من الباء :
ومنه قول العديل :
أخا شقّة قد شفّه دلج السّرى |
يبيت يروم الهمّ كلّ مرام |
أبدل الفاء من القاف.
التّجنيس المتشابه :
وهذا النوع من التام ، قال السكاكي : «واذا وقع أحد المتجانسين في التام مركبا ولم يكن مخالفا في الخط كقوله :
إذا ملك لم يكن ذا هبه |
فدعه فدولته ذاهبه |
سمي «متشابها» (١).
وذكر القزويني كلام السّكّاكي (٢) ، وعدّه الحلبي من المركّب (٣) ، وفعل مثله المدني الذي قال : «الجناس المقرون ويسمّى المتشابه ، وهو ما اتّفق ركناه لفظا وخطا» (٤). ومثّل له بالبيت السابق وبأبيات أخرى.
التّجنيس المجنّب :
قال ابن الأثير : هو «أن يجمع مؤلّف الكلام بين كلمتين إحداهما كالتبع للأخرى والجنيبة» (٥). كقول البستي :
أبا العبّاس لا تحسب لساني |
لشيء من حلى الأشعار عاري |
|
فلي طبع كسلسال معين |
زلال من ذرى الأحجار جاري |
وقال : «وهذا القسم له رونق وطلاوة».
التّجنيس المحرّف :
قال القزويني : «وإن اختلفا في هيئات الحروف فقط سمي محرّفا» (٦). والاختلاف قد يكون في الحركة فقط مثل : «جبّة البرد جنّة البرد» وقوله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ. فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ)(٧).
وقد يكون في الحركة والسكون كقولهم : «البدعة شرك الشّرك» وقول أبي العلاء :
والحسن يظهر في بيتين رونقه |
بيت من الشّعر أو بيت من الشّعر |
وهذا هو التجنيس الناقص عند السكاكي (٨).
وقال الحموي : «هو ما اتفق ركناه في عدد الحروف وترتيبها واختلفا في الحركات سواء كانا من اسمين أو فعلين او من اسم وفعل أو من غير ذلك» (٩). وقد سماه «جناس التحريف» وقد تقدم.
التّجنيس المحض :
قال المظفر العلوي : «ومعنى المحض الخالص وكأنه من أصل واحد في مسموع حروفه» (١٠).
__________________
(١) مفتاح العلوم ص ٢٠٣.
(٢) الايضاح ص ٣٨٤ ، التلخيص ص ٣٨٩ ، وينظر الاطول ج ٢ ص ٢٢٤.
(٣) حسن التوسل ص ١٨٨.
(٤) أنوار الربيع ج ١ ص ٩٨.
(٥) المثل السائر ج ١ ص ٢٦٣ ، الجامع ص ٢٦٣.
(٦) الايضاح ص ٣٨٤ ، التلخيص ص ٣٨٩.
(٧) الصافات ٧٢ ـ ٧٣.
(٨) مفتاح العلوم ص ٢٠٢.
(٩) خزانة الادب ص ٣٦.
(١٠) نضرة الاغريض ص ٥١.