الاطناب (١).
التّرتيب :
رتب الشيء يرتب : ثبت فلم يتحرك ، ورتبّه ترتيبا : أثبته (٢).
والترتيب من استخراج شرف الدين التيفاشي وهو الذي سماه بهذا الاسم وقال عنه : «هو أن يجنح الشاعر الى أوصاف شتى في موضوع واحد أو في بيت وما بعده على الترتيب ويكون ترتيبها في الخلقة الطبيعية ولا يدخل الناظم فيها وصفا زائدا عما يوجبه علمه في الذهن أو في العيان» (٣).
وقال السيوطي : «هو الترتيب والمتابعة» (٤). ومنه قول زهير :
يؤخر فيوضع في كتاب فيدّخر |
ليوم الحساب أو يعجل فينقم |
وقول مسلم بن الوليد :
هيفاء في فرعها ليل على قمر |
على قضيب على حقف النقا الدهس |
فان الأوصاف الأربعة على ترتيب الانسان من الأعلى الى الأسفل.
ومنه قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً)(٥).
التّرجّي :
الرجاء من الأمل نقيض اليأس ، رجاه يرجوه رجوا ، ورجيه وارتجاه وترجّاه بمعنى (٦).
والترجي من أساليب الانشاء ، وقد فرقوا بينه وبين التمني بأنّه في الممكن والتمني فيه وفي المستحيل ، وبأنّ الترجي في القريب والتمني في البعيد ، وبأنّ الترجي في المتوقع والتمني في غيره ، وبأنّ التمني في المعشوق للنفس والترجي لغيره (٧).
وحرفا الترجي «لعل» و «عسى» وقد تردان مجازا لتوقع محذور ويسمّى الاشفاق ، كقوله تعالى : (لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ)(٨).
التّرجيع :
رجع يرجع : انصرف ، ورجّع الرجل وترجّع : ردد صوته في قراءة أو أذان أو غناء أو زمر أو غير ذلك مما يترنم به. والترجيع في الأذان : أن يكرر قوله : «أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أنّ محمدا رسول الله. وترجيع الصوت : ترديده في الحلق ، والترجيع : ترديد القراءة (٩).
ذكر العلوي فنا سماه «الترجيع في المحاورة» وقال : «الترجيع تفصيل من قولك : رجّعت الشيء ، إذا رددته ، ويسمى الترجيع رجيعا وهو ما يخرج من بطن ابن آدم لأنّه يتردد فيه ويقال للسماء ذات الرجع (١٠) لأنّ المطر يتردد في نزوله منها. وهو في مصطلح علماء البيان عبارة عن أن يحكي المتكلم
__________________
(١) الايضاح ص ٢٠٠ ، التلخيص ص ٢٢٧ ، شروح التلخيص ج ٣ ص ٢٢٥ ، المطول ص ٢٩٤ ، الاطول ج ٢ ص ٤٥ ، شرح عقود الجمان ص ٧٤ وينظر الروض المريع ص ١٥١ ، التبيان في البيان ص ٣٠٧ ، شرح الكافية ص ٧٧.
(٢) اللسان (رتب).
(٣) خزانة الأدب ص ٣٦٧ ، الاتقان ج ٢ ص ٩٠ ، أنوار الربيع ج ٥ ص ٣١٧ ، نفحات ص ١٤٥ ، شرح الكافية ص ٢١٠.
(٤) شرح عقود الجمان ص ١٣٤.
(٥) غافر ٦٧.
(٦) اللسان (رجا).
(٧) البرهان في علوم القرآن ج ٢ ص ٣٢٣ ، معترك ج ١ ص ٤٤٦ ، الاتقان ج ٢ ص ٨٢. الروض المريع ص ٧٧.
(٨) الشورى ١٧.
(٩) اللسان (رجع).
(١٠) الآية ١١ من سورة الطارق : (وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ).