يعلّ بها برد أنيابها |
إذا طرّب الطائر المستحر (١) |
التشبيه الجيّد :
هو التشبيه الخارج عن التعدّي والتقصير كقول امرئ القيس :
إذا ما الثريا في السماء تعرّضت |
تعرّض أثناء الوشاح المفصّل |
وقول الكميت :
تشبّه في الهام آثارها |
مشافر قرحى أكلن بريرا (٢) |
التّشبيه الحسن :
عدّ المبرد من التشبيه الحسن قول جرير في صفة الخيل :
يشتفن للنظر البعيد كأنما |
إرنانها ببوائن الأشطان (٣) |
ومنه قول عنترة :
غادرن نضلة في معرك |
يجرّ الأسنة كالمحتطب (٤) |
وعدّوا من التشبيه الحسن قول امرئ القيس :
كأنّ عيون الوحش حول خبائنا |
وأرحلنا الجزع الذي لم يثقّب (٥) |
التّشبيه الحسّيّ :
قال القزويني : «الحسي : المدرك هو أو مادته باحدى الحواس الخمس الظاهرة» (٦) كقوله تعالى : (وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ. كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ)(٧). وقول الشاعر :
لها بشر مثل الحرير ومنطق |
رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر |
تشبيه خمسة بخمسة :
هو تشبيه خمسة أشياء بخمسة أشياء كقول الوأواء الدمشقي :
قالت متى البين يا هذا فقلت لها |
إمّا غدا زعموا أو لا فبعد غد |
|
فأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت |
وردا وعضّت على العنّاب بالبرد (٨) |
قال العسكري عن البيت الثاني : «ولا أعرف لهذا البيت ثانيا في أشعارهم» (٩).
التّشبيه الخياليّ :
هو التشبيه المعدوم الذي فرض مجتمعا من عدة أمور ، كل واحد منها يدرك بالحس ، أو هو كما قال الحلبي : «تشبيه الموجود بالمتخيل الذي لا وجود له في الأعيان» (١٠) كقول الشاعر :
__________________
(١) الإيضاح ص ٢٤٨ ، التلخيص ص ٢٧٣ ، شروح التلخيص ج ٣ ص ٤٣٠ ، المطّول ص ٣٣٨ ، الأطول ج ٢ ص ٩٨ ، شرح عقود الجمان ص ٨٧.
(٢) قواعد الشعر ص ٣١ ، البرير : نبات ذو شوك.
(٣) يشتفن ويتشوّفن بمعنى واحد أي يتطاولن وينظرن. وقوله : «كانما إرنانها ...» اراد شدة صهيلها كانما يصهلن في آبار واسعة تبين أشطانها ـ حبالها ـ عن نواحيها.
(٤) الكامل ج ٢ ص ٧٥٨ ، ج ٣ ص ٨٣٨.
(٥) إعجاز القرآن ص ١٠٩.
(٦) الإيضاح ص ٢١٩ ، التلخيص ص ٢٤٣ ، شروح التلخيص ج ٣ ص ٣١٤ ، المطول ص ٣١٢ ، الاطول ج ٢ ص ٦٧.
(٧) الصافات ٤٨ ـ ٤٩.
(٨) العمدة ج ١ ص ٢٩٤ ، تحرير التحبير ص ١٦٤ ، حسن التوسل ص ١٢٠ ، نهاية الارب ج ٧ ص ٤٦ ، شرح عقود الجمان ص ٨٧.
(٩) كتاب الصناعتين ص ٢٥١.
(١٠) حسن التوسل ص ١١١.