وقول الشماخ :
فقرّبت مبراة تخال ضلوعها |
من الماسخيّات القسيّ الموتّرا (١) |
تشبيه عشرة بعشرة :وهو تشبيه عشرة أشياء بعشرة أشياء كقول القائل :
فرع جبين محيّا معطف كفل |
صدغ فم وجنان ناظر ثغر |
|
ليل هلال صباح بانة كثب |
آس أقاح شقيق نرجس درّ (٢) |
التّشبيه القاصد :
عدّ المبرد من التشبيه القاصد الصحيح قول النابغة :
وعيد أبي قابوس في غير كنهه |
أتاني ودوني راكس فالضواجع |
|
فبتّ كأني ساورتني ضئيلة |
من الرقش في أنيابها السمّ ناقع |
|
يسهّد من نوم العشاء سليمها |
لحلي النساء في يديه قعاقع |
|
تناذرها الراقون في سوء سمّها |
تطلّقه طورا وطورا تراجع |
فهذه هي صفة الخائف المهموم (٣) وهو التشبيه المقارب عند المبرد أيضا.
التّشبيه القريب :
ذكره المبرّد وقال : «ومن حلو التشبيه وقريبه وصريح الكلام وبليغه قول ذي الرّمّة :
ورمل كأوراك العذارى قطعته |
وقد جلّلته المظلمات الحنادس (٤) |
وقال الرازي : «فالقريب مثل ما اذا أخطرت بالبال استدارة الشمس واستنارتها وقعت المرآة المجلوة في قلبك وعرفت كونها شبيهة للشمس» (٥). وعرّفه القزويني بقوله : «والقريب المبتذل هو ما ينتقل فيه من المشبه الى المشبه به من غير تدقيق نظر لظهور وجهه في بادئ الرأي» (٦).
وسبب ظهوره أمران :
الاول : كونه الشبه أمرا جليّا فانّ الجملة أسبق أبدا الى النفس من التفصيل.
الثاني : كونه قليل التفصيل مع غلبة حضور المشبّه به في الذهن.
تشبيه الكناية :
قال الوطواط : «تشبيه الكناية ، وتكون هذه الصنعة بأن يكنى عن المشبه بلفظ المشبه به بغير أداة من أدوات التشبيه» (٧).
وقال الحلبي والنويري : «هو أن تشبه شيئا بشيء من غير أداة التشبيه» (٨) كقول المتنبي :
بدت قمرا وماست خوط بان |
وفاحت عنبرا ورنت غزالا |
وقول الوأواء الدمشقي :
قلنا وقد قتلت فيها لواحظها |
كم ذا أما لقتيل الحبّ من قود |
__________________
(١) الكامل ج ٢ ص ٧٤٣ ، ٧٥٢ ، ٧٥٧ ماسخة :
من نصر الأزد ، واليهم نسبت القسي الماسخية الموتر : المشدد الوتر.
(٢) شرح عقود الجمان ص ٨٧.
(٣) الكامل ج ٣ ص ٨٥٥. ساورتني من المساورة وهي المواثبة. والرقش جمع رقشاء وهي الحية.
تناذرها الراقون : أي أنذر بعضهم بعضا.
(٤) الكامل ج ٣ ص ٨٣٥.
(٥) نهاية الايجاز ص ٧٠.
(٦) الإيضاح ص ٢٥٢ ، التلخيص ص ٢٧٨ ، شروح التلخيص ج ٣ ص ٤٤٢ ، المطوّل ص ٣٤١ ، الأطوال ج ٢ ص ١٠٢.
(٧) حدائق السحر ص ١٤٢.
(٨) حسن التّوسّل ص ١٧ ، نهاية الأرب ج ٧ ص ٤٣.