التّشبيه الملفوف :
وهو ما أتي فيه بالمشبهين ثم بالمشبه بهما ، كقول امرئ القيس :
كأنّ قلوب الطير رطبا ويابسا |
لدى وكرها العنّاب والحشف |
|
البالي |
شبه الرطب واليابس من قلوب الطير بالعنّاب والحشف البالي (١).
التّشبيه المنعكس :
وهو التشبيه المعكوس والمقلوب وغلبة الفروع على الاصول (٢) ، وقد تقدم.
التّشبيه الوهميّ :
التشبيه الوهمي هو ما لا وجود له ولا لأجزائه كلها أو بعضها في الخارج ولو وجد لكان مدركا باحدى الحواس الخمس ، وقد قال الحلبي إنّه يقرب من النوع المسمى «التشبيه الخيالي» (٣). ومنه قوله تعالى : (إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ. طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ)(٤). فقد استقر في نفوس الناس من قبح الشياطين ما صار بمنزلة المشاهد كما استقر في نفوسهم من حسن الحور العين ما صار بمنزلة المشاهد ولذلك ربط سبحانه وتعالى بين شجر الزقوم ورؤوس الشياطين :
ومنه قول امرئ القيس :
أيقتلني والمشرفيّ مضاجعي |
ومسنونة زرق كأنياب أغوال |
وأدخلوا هذا النوع في تشبيه العقلي بالعقلي لأنّه لا يدرك بشيء من الحواس الخمس الظاهرة مع أنّه لو أدرك لم يكن مدركا إلا بها (٥).
التّشبيهات العقم :
تحدّث الحاتمي عن التشبيهات العقم ونقل عن هارون الرشيد انه قال عن بيتي عنترة :
وخلا الذباب بها يغنّي وحده |
غردا كفعل الشارب المترنّم |
|
هزجا يحكّ ذراعه بذراعه |
فعل المكبّ على الزناد الأجذم |
«يا أصمعي هذا من التشبيهات العقم التي لا تنتج ثمرة ولا تلقح شجرة» (٦). ونقل عن الاصمعي أنّ أبا عمرو بن العلاء وخلفا الاحمر ويونس أجمعوا على أنّ التشبيهات العقم التي انفرد بها أصحابها ولم يشركهم فيها غيرهم ممن تقدم معدودات.
أحدها : قول عنترة في تشبيه حنك الغراب بالجلمين :
ظعن الذين فراقهم أتوقع |
وجرى بينهم الغراب الأبقع |
|
خرق الجناح كأنّ لحيي رأسه |
جلمان بالأخبار هشّ مولع |
ثانيها : قول عديّ بن الرقاع في تشبيه قرن الظبي :
تزجي أغنّ كأنّ إبرة روقه |
قلم أصاب من الدواة مدادها |
ثالثها : قول الراعي يصف قانصا جعد الرأس دنس الثياب :
__________________
(١) الايضاح ص ٢٤٧ ، التلخيص ص ٢٧٢ ، شروح التلخيص ج ٣ ص ٤٢٦ ، المطول ص ٣٣٨ ، الأطول ج ٢ ص ٩٨ ، شرح عقود الجمان ص ٨٧.
(٢) أسرار البلاغة ص ١٨٧ ، حسن التوسل ص ١١٧ ، نهاية الارب ج ٧ ص ٤٤ ، الطراز ج ١ ص ٣٠٩.
(٣) حسن التوسل ص ١١٢.
(٤) الصافات ٦٤ ـ ٦٥.
(٥) الإيضاح ص ٢٢٠ ، التلخيص ص ٢٤٤ ، شروح التلخيص ج ٣ ص ٣١٦ ، المطول ٣١٣ ، الاطول ج ٢ ص ٦٨.
(٦) حلية المحاضرة ج ١ ص ١٧٨.