التّلاؤم :
تلاءم القوم والتأموا : اجتمعوا واتّفقوا (١).
قال الرّمّاني : «التلاؤم نقيض التنافر ، والتلاؤم تعديل الحروف في التأليف ، والتأليف على ثلاثة أوجه : متنافر ومتلائم في الطبقة الوسطى ومتلائم في الطبقة العليا» (٢) والفائدة في التلاؤم حسن الكلام في السمع وسهولته في اللفظ وتقبل المعنى له في النفس لما يرد عليها من حسن الصورة وطريق الدّلالة (٣).
وقد تقدّم الكلام عليه في الالتئام :
التّلطّف :
لطف يلطف : اذا رفق ، والتّلطّف للأمر : التّرفّق له (٤).
التّلطّف من ابتداع العسكري (٥) ، وقد قال في تعريفه : «هو ان تتلطف للمعنى الحسن حتى تهجنه والمعنى الهجين حتى تحسنه» (٦). ومنه قول الحطيئة في قوم كانوا يلقبون بأنف الناقة فيأنفون فقال فيهم :
قوم هم الأنف والأذناب غيرهم |
ومن يسوّي بأنف الناقة الذّنبا |
فكانوا بعد ذلك يتبجحون بهذا البيت.
ومدح ابن الرومي البخل وعذر البخيل فقال :
لا تلم المرء على بخله |
ولمه يا صاح على بذله |
|
لا عجب بالبخل من ذي حجى |
يكرم ما يكرم من أجله |
وقال ابن منقذ : «هو أن يلفق كلاما من كلام آخر فيولد من الكلامين كلاما ثالثا» (٧) ، كما روي عن مصعب بن الزبير أنّه وشم على خيله (عدّة) فلما أخذها الحجاج كتب عليها (للفرار) ، ومن ذلك قوله لسعيد : ما اسمك؟ قال : سعيد ، فقال : على الأعداء.
وقال الحموي والمدني إنّ بعضهم سمّى التغاير تلطفا (٨) ، ولكن التغاير ـ وقد تقدّم ـ أوسع من ذلك وإن كان لا يخرج عنه كثيرا.
التّلفيف :
لفّ الشيء يلفّه لفا : جمعه ، وقد التفّ (٩).
قال المصري : «هو أن يقصد المتكلم التعبير عن معنى خطر له أو سئل عنه فيلف معه معنى آخر يلازم كلمة المعنى الذي سئل عنه» (١٠). كقوله تعالى :مخبرا عن موسى عليهالسلام وقد قال سبحانه له :(وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى؟ قالَ : هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى)(١١) وكقول الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وقد سئل عن البحر في حديث أوله : «هو الطّهور ماؤه ، الحّل ميتته».
وعرّفه المصري تعريفا آخر فقال : «التلفيف وهو عبارة عن إخراج الكلام مخرج التعليم بحكم أو أدب لم يرد المتكلم ذكره وانما قصد ذكر حكم خاص داخل في عموم الحكم المذكور الذي صرح بتعليمه. وبيان هذا التعريف أن يسأل السائل عن حكم هو نوع من أنواع جنس تدعو الحاجة الى بيانها كلها أو أكثرها فيعدل المسؤول عن الجواب الخاص عما سئل عنه من تبيين ذلك النوع ، ويجيب
__________________
(١) اللسان (لأم).
(٢) النكت في اعجاز القرآن ص ٨٧.
(٣) النكت في اعجاز القرآن ص ٨٨ ، الرسالة العسجدية ص ١٥٦ وينظر الروض المريع ص ١١١.
(٤) اللسان (لطف).
(٥) كتاب الصناعتين ص ٢٦٧.
(٦) كتاب الصناعتين ص ٤٢٧.
(٧) البديع في نقد الشعر ص ٢٨٤.
(٨) خزانة الأدب ص ١٠٢ ، أنوار الربيع ج ٢ ص ٣٧١.
(٩) اللسان (لفف).
(١٠) تحرير التحبير ص ٣٤٣.
(١١) طه ١٧ ـ ١٨.