التّلويح :
ألاح بالسيف ولوّح : لمع به وحرّكه ، وألاح بثوبه ولوّح به : أخذ طرفه بيده من مكان بعيد ثم أداره ولمع به ليريه من يحب أن يراه (١).
الوحي باللفظ ودلالة الاشارة والتلويح من أساليب العرب القديمة ، وقد أشار الجاحظ اليها (٢) ، وذكر ابن جني «التلويح» مع التعريض والإيماء (٣) ، وأدخله ابن رشيق في باب الاشارة وقال : «ومن أنواعها قول المجنون قيس بن معاذ العامري :
فلو كنت أعلو حبّ ليلى فلم يزل |
بي النقض والإبرام حتى علانيا |
فلوّح بالصحة والكتمان ثم بالسقم والاشتهار تلويحا عجيبا» (٤).
وتحدث السكاكي عن التلويح في الكناية فقال : «متى كانت الكناية عرضية على ما عرفت كان إطلاق اسم التعريض عليها مناسبا ، واذا لم تكن كذلك نظر فان كانت ذات مسافة بينها وبين المكنيّ عنها متباعدة لتوسط لوازم كما في «كثير الرماد» وأشباهه كان إطلاق اسم التلويح عليها مناسبا لأنّ التلويح هو أن تشير الى غيرك عن بعد» (٥).
وذكر القزويني وشراح التلخيص ذلك (٦) ، ولم يخرجوا على ما ذكره السّكّاكي ، وقال السجلماسي : «هو اقتضاب الدلالة على الشيء بنظيره واقامته مقامه» (٧).
التّمام :
هو التتميم وقد تقدّم ، والتمام اسمه القديم ولكن الحاتمي سمّاه «التتميم» وقال عنه : «هو أن يذكر الشاعر معنى فلا يغادر شيئا يتم به ويتكامل الاشتقاق معه فيه إلا أتى به» (٨).
وهو الاعتراض عند ابن المعتز (٩) ، وقد تقدم.
تمام الأقسام :
تحدث قدامة عن توفير الأقسام فقال : «هو أن يؤتى بالأقسام مستوفاة لم يخل بشيء منها ومخلصة لم يدخل بعضها في بعض» (١٠) مثل : «فانك لم تخلّ فيما بدأتني من مجد أثلته وشكر تعجلته وأجر ادخرته». وهو عنده غير التقسيم المتقدم ، لأنّه تحدث عنه منفردا باسم «صحة التقسيم» (١١).
التّمثيل :
التمثيل في اللغة هو التشبيه ، وقد تحدث عنه أبو عبيدة وهو عنده التشبيه أو تشبيه التمثيل (١٢) ، وأفرد له قدامة بحثا وقال : «هو أن يريد الشاعر إشارة إلى معنى فيضع كلاما يدل على معنى آخر ، وذلك المعنى الآخر والكلام منبئان عما أراد أن يشير اليه» (١٣) ، وفسره المصري مثل هذا التفسير (١٤).
__________________
(١) اللسان (لوح).
(٢) البيان ج ١ ص ٤٤.
(٣) الخصائص ج ١ ص ٢٢٠.
(٤) العمدة ج ١ ص ٣٠٤.
(٥) مفتاح العلوم ص ١٩٤.
(٦) الايضاح ص ٣٢٧ ، التلخيص ص ٣٤٤ ، شروح التلخيص ج ٤ ص ٢٦٩ ، المطول ص ٤١٣ ، الأطول ج ٢ ص ١٧٦ ، شرح عقود الجمان ص ١٠٣ ، حلية اللب ص ١٦٩ ، نفحات ص ٢٨٤.
(٧) المنزع البديع ص ٢٦٦.
(٨) حلية المحاضرة ج ١ ص ١٥٣ ، العمدة ج ٢ ص ٥٠ ، تحرير التحبير ص ١٢٧ ، بديع القرآن ص ٤٥ ، حسن التوسل ص ٢٢٦ ، نهاية الارب ج ٧ ص ١١٨ ، خزانة ص ١٢١ ، أنوار الربيع ج ٣ ص ٥٢.
(٩) البديع ص ٥٩.
(١٠) جواهر الالفاظ ص ٥.
(١١) جواهر الالفاظ ص ٦.
(١٢) مجاز القرآن ج ١ ص ٢٦٩.
(١٣) نقد الشعر ص ١٨٢.
(١٤) تحرير التحبير ص ٢١٤ ، بديع القرآن ص ٨٥ ، وينظر كفاية الطالب ص ١٦٠.