العذاب إلا من ليس فوقه أحد يرد عليه حكمه فهو «الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ».
التّناسب بين المعاني :
عقد ابن الأثير بابا في الصناعة المعنوية سمّاه «التّناسب بين المعاني» (١) ، وهو عنده ثلاثة أقسام :المطابقة وصحة التقسيم وفساده وترتيب التفسير وما يصح من ذلك وما يفسد. وكل قسم من هذه الأقسام نوع في هذا المعجم.
تناسب الفصول والوصول :
ذكر ذلك المرزوقي في شرحه لديوان الحماسة (٢) ولم يفسّره ، ولعلّه يريد به معرفة الفصل من الوصل وصحّة استعمالهما لاهميتهما في الكلام ، وقد عدّوهما من أصعب المواضع.
التّنافر :
النّفر : التفرق ، نفر القوم ينفرون نفرا ونفيرا ، ونفر : فرّ. وتنافروا : ذهبوا ، وتفرقوا (٣).
قال الجاحظ : «ومن ألفاظ العرب ألفاظ تتنافر وإن كانت مجموعة في بيت شعر لم يستطع المنشد انشادها إلا ببعض الاستكراه فمن ذلك قول الشاعر :
وقبر حرب بمكان قفر |
وليس قرب قبر حرب قبر |
ولما رأى من لا علم له أنّ أحدا لا يستطيع أن ينشدها هذا البيت ثلاث مرات في نسق واحد فلا يتتعتع ولا يتلجلج وقيل لهم إنّ ذلك إنّما اعتراه إذ كان من أشعار الجن ، صدّقوا بذلك» (٤). ومن ذلك قول ابن يسير في احمد بن يوسف حين استبطأه :
لم يضرها والحمد لله شيء |
وانثنت نحو عزف نفس ذهول |
قال الجاحظ : «فتفقّد النصف الاخير من هذا البيت فانك ستجد بعض ألفاظه يتبرأ من بعض» (٥).
وتحدث القزويني عن تنافر الحروف وقال : «فالتنافر منه ما تكون الكلمة بسببه متناهية في الثقل على اللسان وعسر النطق بها كما روي أنّ أعرابيا سئل عن ناقته فقال : «تركتها ترعى الهعخع». ومنه ما هو دون ذلك كلفظ «مستشزر» في قول امرئ القيس :
غدائره مستشزرات الى العلى |
تضلّ العقاص في مثنّى ومرسل (٦) |
وتحدث عن تنافر الكلمات وقال : «والتنافر منه ما تكون الكلمات بسببه متناهية في الثقل على اللسان وعسر النطق بها ، متتابعة كما في البيت الذي أنشده الجاحظ :
وقبر حرب بمكان قفر |
وليس قرب قبر حرب قبر |
ومنه ما دون ذلك كما في قول أبي تمام :
كريم متى أمدحه أمدحه والورى |
معي وإذا ما لمته لمته وحدي |
فانّ في قوله : «أمدحه» ثقلا ما بين الحاء والهاء من تنافر» (٧). وسار شراح التلخيص على خطا القزويني في بحث التنافر (٨).
التّناقض :
النقض : إفساد ما أبرمت من عقد أو بناء ، وناقضه في الشيء مناقضة ونقاضا : خالفه ، والمناقضة في
__________________
(١) المثل السائر ج ٢ ص ٢٧٩ وما بعدها ، الجامع الكبير ص ٢١١ وما بعدها.
(٢) شرح ديوان الحماسة ج ١ ص ٦.
(٣) اللسان (نفر).
(٤) البيان ج ١ ص ٦٥.
(٥) البيان ج ١ ص ٦٦.
(٦) الايضاح ص ٢ ، التلخيص ص ٢٤.
(٧) الايضاح ص ٢٥ ، التلخيص ص ٢٦.
(٨) شروح التلخيص ج ١ ص ٧٧ ، ٩٩ ، المطول ص ١٦ ، ٢٠ ، الأطول ج ١ ص ١٨ ، ٢٣.