فكقول أبي تمام فيمن سرق له شعرا وهو محمد بن يزيد الرقي :
من بنو بحدل من ابن الجباب |
من بنو تغلب غداة الكلاب |
|
من طفيل من عامر أم من الحا |
رث أم من عتيبة بن شهاب |
|
إنّما الضّيغم الهصور أبو الأش |
بال هتّاك كلّ خيس وغاب |
|
من عدت خيله على سرح شعري |
وهو للحين راتع في كتاب |
|
يا عذارى الكلام صرتنّ من بع |
دي سبايا تبعن في الأغراب |
|
لو ترى منطقي أسيرا لأصبح |
ت أسيرا ذا عبرة واكتئاب |
|
طال رغبي اليك مما أقاسي |
ه ورهبي يا ربّ فاحفظ ثيابي |
وقال المصري في الفرق بينه وبين التهكم والهزل الذي يراد به الجد : «إنّ التندير ظاهر جدّ وباطنه هزل بخلاف البابين» (١).
وقال الحلبي والنويري : «هو أن يأتي المتكلم بنادرة حلوة أو نكتة مستظرفة يعرض فيها بمن يريد ذمه بأمر ، وغالبا ما يقع في الهزل» (٢) ، وذكرا أبيات أبي تمام أيضا.
التّنزيل :
أنزله غيره واستنزله بمعنى ، ونزّله تنزيلا ، والتنزيل أيضا : الترتيب والتنزيل : النزول في مهلة (٣).
والتنزيل هو ترتيب الأشياء من الأعلى الى الأدنى ، وقد ذكره الدّمنهوري فقال : «الانتقال من الادنى الى الأعلى في الوجوه المرادة نحو : «لا أبالي بالوزير ولا بالسلطان» والتنزيل عكس الترقي نحو : «هذا الأمر لا يعجز السلطان ولا الوزير» (٤). وقد ورد هذا النوع في قول عبد الرحمن الخضري :
تعريض او الغاز ارتقاء |
تنزيل او تأنيس او إيحاء |
التّنسيق :
النسق من كلّ شيء : ما كان على طريقة نظام واحد ، وقد نسّقته تنسيقا ، والتنسيق : الترتيب (٥).
تحدّث الوطواط عن «تنسيق الصفات» وقال : «وتكون هذه الصنعة بأن يذكر الكاتب أو الشاعر شيئا بجملة أسماء أو جملة صفات متوالية» (٦).
كقوله تعالى : (هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ)(٧). ومنه قوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «ألا أخبركم بأحبّكم إليّ وأقربكم مني مجالس يوم القيامة ، أحاسنكم أخلاقا ، الموطؤون أكنافا ، الذين يألفون ويؤلفون. ألا أخبركم بأبغضكم اليّ وأبعدكم مني مجالس يوم القيامة أسوؤكم أخلاقا الثرثارون المتفيهقون». ومنه قول العباس بن عبد المطلب في مدح المصطفى عليهالسلام :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه |
ثمال اليتامى عصمة للأرامل |
وقول حسان :
بيض الوجوه كريمة أحسابهم |
شمّ الأنوف من الطرّاز الأوّل |
__________________
(١) تحرير ص ٥٧٣ ، بديع القرآن ص ٢٨٥.
(٢) حسن التوسل ص ٣٠٧ ، نهاية الارب ج ٧ ص ١٧٢.
(٣) اللسان (نزل).
(٤) حلية اللب ص ١٧١.
(٥) اللسان (نسق).
(٦) حدائق السحر ص ١٥٠.
(٧) الحشر ٢٣.