التّوسّع :
السعة : ضد الضيق ، والتوسع من توسّع ، قيل :توسعوا في المجالس اي تفسحوا (١).
ذكره الجاحظ ويريد به أن يتوسّع المتكلّم في كلامه كأن يجعل الفرّوج فرخا ، ويجوز في الشعر ما لا يجوز في غيره (٢). وقد قال : «والعرب تتوسع في كلامها وبأي شي تفاهم الناس فهو بيان إلا أنّ بعضه أحسن من بعض» (٣).
وللتوسع غير هذا المعنى فقد ذكر الزركشي أنّ من التوسع الاستدلال بالنظر في الملكوت كقوله تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)(٤).
ومنه التّوسّع في ترادف الصفات كقوله تعالى :(أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ. ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها)(٥). فإنّه لو أريد اختصاره لكان : أو كظلمات في بحر لجيّ.
ومنه التّوسّع في الذم كقوله تعالى : (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ. هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ)(٦) ، الى قوله :(عَلَى الْخُرْطُومِ)(٧).
وسمّاه السّبكي «التوسيع» وقال : «وقد فسروه بأن يأتي في آخر الكلام بشي مفسر بمعطوف ومعطوف عليه مثل قوله :
إذا أبو قاسم جادت لنا يده |
لم يحمد الأجودان : البحر والمطر |
وهذا في الحقيقة أحد نوعي اللف والنشر» (٨).
التّوسّل :
الوسيلة : الدرجة والقربة ، وتوسّل اليه بوسيلة إذا تقرب اليه بعمل ، والتوسيل والتوسّل واحد (٩).
والتوسل هو الخروج والتخلص ، قال ابن رشيق : «ومن الناس من يسمّى الخروج تخلصا وتوسلا» (١٠).
وقد تقدم التخلص وبراعة التخلص.
التّوشيح :
الوشاح : حلي النساء من لؤلؤ وجوهر تتوشّح المرأة به ومنه اشتق توشّح الرجل بثوبه ، ووشّحتها توشيحا فتوشحت هي أي : لبسته (١١).
والتوشيح هو الإرصاد والتسهيم عند معظم البلاغيين (١٢) ، غير أنّ ابن منقذ قال عنه : «هو أن تريد الشيء فتعبر عنه عبارة حسنة وإن كانت أطول
__________________
(١) اللسان (وسع).
(٢) الحيوان ج ١ ص ١٩٩.
(٣) الحيوان ج ٥ ص ٢٨٧.
(٤) البقرة ١٦٤.
(٥) النور ٤٠.
(٦) القلم ١٠ ـ ١١.
(٧) القلم ١٦.
(٨) عروس الافراح ج ٤ ص ٤٧١.
(٩) اللسان (وسل).
(١٠) العمدة ج ١ ص ٢٣٦.
(١١) اللسان (وشح).
(١٢) نقد الشعر ص ١٩١ ، كتاب الصناعتين ص ٣٨٢ ، اعجاز القرآن ص ١٤٠ ، العمدة ج ٢ ض ٣١ ، ٣٤ ، سر الفصاحة ص ١٨٧ ، الوافي ص ٢٧١ ، الرسالة العسجدية ص ١٥٢ ، تحرير التحبير ص ٢٢٨ ، ٢٣١ ، بديع القرآن ص ٩٠ ، منهاج البلغاء ص ٩٤ ، المصباح ص ٩١ ، الاقصى القريب ص ١١١ ، حسن التوسل ص ٢٥٩ ، نهاية الارب ج ٧ ص ١٣٧ ، جوهر الكنز ص ٢١٣ ، الطراز ج ٣ ص ٧٠ ، عروس الافراح ج ٤ ص ٤٧١ ، البرهان ج ١ ص ٩٥ ، خزانة ص ١٠٠ ، معترك ج ١ ص ٤٩ ، أنوار الربيع ج ٣ ص ٣٢ ، نفحات ص ٢٣٥ ، شرح الكافية ص ٧٤.