بأنّك شمس والملوك كواكب |
إذا طلعت لم يبد منهنّ كوكب |
وقال بشار :
من راقب لم يظفر بحاجته |
وفاز بالطيبات الفاتك اللهج |
تبعه سلم الخاسر فقال :
من راقب الناس مات غمّا |
وفاز باللّذة الجسور |
حسن الارتباط :
هو التمزيج أو حسن الترتيب أو حسن النسق (١) وقد تقدم الكلام على التمزيج.
حسن الافتتاح :
هو حسن الابتداءات وقد تقدم. وهذه تسمية ابن قيم الجوزية (٢).
حسن الانتهاء :
هو الانتهاء (٣). وقد تقدم.
حسن البيان :
قال الباقلّاني : فالبيان على أربعة أقسام : كلام وحال وإشارة وعلامة ويقع التفاضل في البيان» (٤) ولم يعرّفه ، غير أنّ المصري قال : «حسن البيان عبارة عن الإبانة عما في النفس بألفاظ سهلة بليغة بعيدة من اللبس» (٥). وقال : «وحقيقة حسن البيان إخراج المعنى في أحسن الصور الموضحة له وإيصاله الى فهم المخاطب بأقرب الطرق وأسهلها فانه عين البلاغة» (٦). وقد تأتي العبارة عنه من طريق الايجاز وقد تأتي من طريق الاطناب بحسب ما تقتضيه الحال. وفرّق بينه وبين الإشارة والايضاح فقال : «إنّ الإشارة لا تكون بلفظ الحقيقة وحسن البيان يكون بلفظ الحقيقة وبغيره ...
والايضاح يكون العبارة الفاضلة والعبارة النازلة وحسن البيان لا يكون إلا بالعبارة الفاضلة» (٧). وقال المدني : «حسن البيان هو المنطق الفصيح المعرب عما في الضمير ، وإنّما سمّي هذا النوع بحسن البيان لأنّه عبارة عن الافصاح عما في النفس بألفاظ سهلة بليغة بعيدة عن اللبس من غير حشو مستغنى عنه يكاد يستر وجه حسن البيان ويغطي واضح التبيان» (٨).
وسمّاه العلوي «كمال البيان» (٩).
وقسّموه الى حسن ومتوسّط وقبيح. فالقبيح كبيان باقل وقد سئل عن ثمن ظبي كان معه فأراد أن يقول : «أحد عشر» فادركه العي ففرق أصابع يديه وأدلع لسانه فأفلت الظبي. وهذا على مذهب المصري من الايضاح وليس من حسن البيان. والمتوسط كما لو قال خمسة وستة أو عشرة وواحد ، والحسن لو قال : «أحد عشر» وهذا كالسابق ايضاح وليس حسن بيان ، وإنما هو الكلام البليغ الذي يفصح عن المعنى. وهو معظم ما أنتجه الشعراء الفحول وكبار الكتاب.
حسن التّأليف :
قال العسكري : «حسن التأليف يزيد المعنى وضوحا وشرحا ومع سوء التأليف ورداءة الرصف والتركيب شعبة من التعمية ، فاذا كان المعنى سبيّا
__________________
(١) جوهر الكنز ص ١٥٤.
(٢) الفوائد ص ١٣٧.
(٣) الايضاح ص ٤٣٤ ، التلخيص ص ٤٣٤ ، شروح التلخيص ج ٤ ص ٤٥٣ ، المطول ص ٤٨١ ، الاطول ج ٢ ص ٢٥٩ ، شرح عقود الجمان ص ١٧٥.
(٤) إعجاز القرآن ص ٤١٥.
(٥) تحرير التحبير ص ٤٨٩.
(٦) بديع القرآن ص ٢٠٤.
(٧) تحرير ص ٤٩٢ ، بديع القرآن ص ٢٠٥.
(٨) أنوار الربيع ج ٦ ص ٢٩٠.
(٩) الطراز ج ٣ ص ٩٩ ، وينظر نفحات ص ٣٢١ ، شرح الكافية ص ٣٠٩.