ويحط رتبته» (١).
وقال القزويني : «وأما الحلّ فهو أن ينثر نظم» (٢) وتحدّث عنه ، وقد تبعه شرّاح التلخيص وغيرهم (٣).
والحل ثلاثة أنواع كما ذكر ابن الاثير وهي : حل الآيات وحل الأحاديث وحل الشعر.
حلّ الآيات :
قال ابن الأثير : «وأما حلّ آيات القرآن العزيز فليس كنثر المعاني الشعرية لأنّ ألفاظه ينبغي أن يحافظ عليها لمكان فصاحتها إلا انه لا ينبغي أن يؤخذ لفظ الآية بجملته فإنّ ذلك من باب التضمين وإنّما يؤخذ بعضه فاما أن يجعل أولا لكلام أو آخرا على حسب ما يقتضيه موضعه وكذلك تفعل بالاخبار النبوية. على أنّه قد يؤخذ معنى الآية والخبر فيكسى لفظا غير لفظه وليس لذلك من الحسن ما للقسم الأول» (٤).
وذكر ابن الأثير الحلبي مثل ذلك وأشار الى اختلاف علماء الأدب في حلّ القرآن العزيز وإدراجه في مطاوي الكلام (٥).
حلّ الأحاديث :
قال ابن الأثير : «وأمّا الأخبار النبوية فكالقرآن العزيز في حلّ معانيها» (٦) وقال ابن الأثير الحلبي : «وأما حلّ الآيات من القرآن العزيز وكذلك الأحاديث النبوية فينبغي للمنشئ أن لا يأخذ عند حلّ الآية والحديث جملة اللفظ فانّ ذلك من باب التضمين ولا يأخذ المعنى مجردا عن اللفظ بكماله إلا إن أراد بذلك الاستشهاد ، بل إذا وقع له معنى وكانت آية من الآيات الكريمة أو حديث من الأحاديث النبوية يتضمن ذلك المعنى فليجعل الآية والحديث في سياق كلامه المناسب للمعنى فيطرز كلامه بالآية أو الحديث» (٧).
حلّ الأشعار :
تكلم العسكري على حلّ الشعر وقسّمه الى أربعة أضرب (٨) ، وقد تقدّمت في «الحل» ، وتحدّث عنه ابن الأثير (٩) ، وقسّمه إلى ثلاثة أقسام :
الأوّل : وهو أدناها مرتبة أن يأخذ الناثر بيتا من الشعر فينثره بلفظه من غير زيادة ، وهذا عيب فاحش.
الثاني : وهو وسط بين الأوّل والثالث في المرتبة ، وهو أن ينثر المعنى المنظوم ببعض ألفاظه ويعزف عن بعضها بألفاظ أخر.
الثالث : وهو أعلى الأقسام الثلاثة ، وذلك أن يؤخذ المعنى فيصاغ بالفاظ غير ألفاظه.
وذكر هذه الأقسام الثلاثة ابن الأثير الحلبي (١٠).
واشترط القزويني لكي يكون نثر النظم مقبولا شيئين :
الأوّل : أن يكون سبكه مختارا لا يتقاصر عن سبك أصله.
الثاني : أن يكون حسن الموقع مستقرا في محله غير قلق (١١). وذلك كقول بعض المغاربة : «فإنه لمّا قبحت فعلاته وحنظلت نخلاته لم يزل سوء الظنّ يقتاده ويصدق توهمه الذي يعتاده» حلّ قول المتنبي :
__________________
(١) حسن التوسل ص ٣٢٥ ، نهاية الارب ج ٧ ص ١٨٣.
(٢) الايضاح ص ٤٢٥ ، التلخيص ص ٤٢٦.
(٣) شروح التلخيص ج ٤ ص ٥٢٣ ، المطول ص ٤٧٥ ، الأطول ج ٢ ص ٢٥٤ ، شرح عقود الجمان ص ١٧١ ، التبيان في البيان ص ٣٥٥.
(٤) المثل السائر ج ١ ص ١١٤.
(٥) جوهر الكنز ص ٦٠٩.
(٦) المثل السائر ج ١ ص ١٢٧.
(٧) جوهر الكنز ص ٦٠٩.
(٨) كتاب الصناعتين ص ٢١٦.
(٩) المثل السائر ج ١ ص ٧٨.
(١٠) جوهر الكنز ص ٦٠٧.
(١١) الايضاح ص ٤٢٥ ، التلخيص ص ٤٢٦.